بموتي وما أظنه يجئ منهم إلا رجل أو رجلان ثم إذهب إلى مجمع الكوفيين فأعلمهم بموتي وأنشدهم :
يا أهل كوفان إني وامق لكم * مذ كنت طفلا إلى السبعين والكبر أهواكم وأواليكم وأمدحكم * حتما علي كمحتوم من القدر لحبكم لوصي المصطفى وكفى * بالمصطفى وبه من سائر البشر والسيدين أولي الحسنى ونجلهم * سمي من جاء بالآيات والسور هو الإمام الذي نرجو النجاة به * من حر نار على الأعداء مستعر كتبت شعري إليكم سائلا لكم * إذ كنت أنقل من دار إلى حفر إن لا يليني سواكم أهل بصرتنا * الجاحدون أو الحاوون للبدر ولا السلاطين إن الظلم حالفهم * فعرفهم صائر لا شك للنكر وكفنوني بياضا لا يخالطه * شئ من الوشي أو من فاخر الحبر ولا يشيعني النصاب إنهم * شر البرية من أنثى ومن ذكر عسى الإله ينجيني برحمته * ومدحي الغرور الزاكين من سقر فإنهم ليسارعون إلي ويبرون ، فما مات فعل الغلام ذلك فما أتى من البصريين إلا ثلاثة معهم ثلاثة أكفان وعطر ، وأتى من الكوفيين خلق عظيم ومعهم سبعون كفنا ووجه الرشيد بأخيه علي وأاكفان وطيب فردت أكفان العامة عليهم وكفن في أكفان الرشيد وصلى عليه علي بن المهدي وكبر خمسا ووقف على قبره إلى أن سطح ومضى كل ذلك بأمر الرشيد [1] .
حدثني المرزباني أبو عبيدة قال : أخبرنا . . . إن السيد كان يأتي الأعمش سليمان بن مهران [2] فيكتب عنه فضايل علي أمير المؤمنين ( ع )

[1] أعيان الشيعة 12 : 209 ويريد مجمع البصريين والكوفيين الموجودين ببغداد لأنه توفي بها ودفن بها ، والغدير 2 : 2 : 173 .
[2] أبو محمد سليمان بن مهران الأسدي الكوفي الطبرستاني كان ثقة ثبتا في الحديث وكان محدق أهل الكوفة في زمانه ولم يكن له كتاب وكان رأسا في القرآن عالما بالفرائض لا يلحن حرفا وكان فيه تشيع ولد سنة 61 ومات علم 148 وقيل 145 كما في تهذيب التهذيب 4 : 222 ، جامع الرواة 1 : 383 ، وشذرات الذهب 1 : 220 ، وتاريخ بغداد 9 : 3 ، قاموس الرجال 4 : 493 ، المعارف 489 .

170