فجوابه : أن النبي صلى الله عليه وآله أجرى الأحكام الشرعية على الظاهر ، ولم يعامل الناس على ما في قلوبهم ، ولم يكن يكشف ستراً عن أحد ، فمع أنه صلى الله عليه وآله قال : كما في مسند أحمد : 4 / 83 : ( إن في أصحابي منافقين ) ، فقد قال أيضاً في الصحيح عندهم : ( لا نخرق على أحد ستراً ) رواه في مجمع الزوائد : 9 / 410 : ( عن ابن عمر قال كنت عند النبي ( ص ) إذ جاء حرملة بن زيد فجلس بين يدي رسول الله ( ص ) فقال : يا رسول الله الإيمان ههنا وأشار إلى لسانه والنفاق ههنا وأشار إلى صدره ، ولا يذكر الله إلا قليلاً ، فسكت عنه النبي ( ص ) ، فردد ذلك عليه حرملة ، فأخذ النبي ( ص ) بطرف لسان حرملة فقال : اللهم اجعل له لساناً صادقاً وقلباً شاكراً ، وارزقه حبي وحب من يحبني وصل أمره إلى الخير . فقال حرملة : يا رسول الله إن لي إخواناً منافقين كنت فيهم رأساً ألا أدلك عليهم ؟ فقال النبي ( ص ) : من جاءنا كما جئتنا استغفرنا له كما استغفرنا لك ، ومن أصر على ذنبه فالله أولى به ، ولا نخرق على أحد ستراً . ورجاله رجال الصحيح ) . انتهى . وأبو بكر كان على ظاهر الإسلام ، ولذا عامله النبي صلى الله عليه وآله وعلي عليه السلام على ذلك ، ولم يكشف له ستراً .