فالمقصود بالتربة أو الطينة التي خلق منها الإنسان هي الذرة المستديرة التي لا تبلى ، والتي هي أصل خلقته في الذر . ( وفي الكافي : 2 / 11 ، عن الإمام الصادق عليه السلام قال : ( إن الله تبارك وتعالى لما أراد أن يخلق آدم خلق تلك الطينتين ، ثم فرقهما فرقتين فقال لأصحاب اليمين كونوا خلقاً بإذني ، فكانوا خلقاً بمنزلة الذر يسعى ، وقال لأهل الشمال : كونوا خلقاً بإذني ، فكانوا خلقاً بمنزلة الذر يدرج ثم رفع لهم ناراً فقال أدخلوها بإذني ، فكان أول من دخلها محمد صلى الله عليه وآله ثم اتبعه أولو العزم من الرسل وأوصياؤهم وأتباعهم ! ثم قال لأصحاب الشمال أدخلوها بإذني فقالوا : ربنا خلقتنا لتحرقنا ؟ ! فعصوا ، فقال لأصحاب اليمين أخرجوا بإذني من النار ، لم تَكْلُمِ النارُ منهم كَلْماً ، ولم تؤثر فيهم أثراً ، فلما رآهم أصحاب الشمال قالوا : ربنا نرى أصحابنا قد سلموا فأقِلنا ومُرْنا بالدخول ! قال : قد أقلتكم فادخلوها ، فلما دنوا وأصابهم الوهج رجعوا فقالوا : يا ربنا لا صبر لنا على الاحتراق فعصوا ، فأمرهم بالدخول ثلاثاً ، كل ذلك يعصون ويرجعون ! وأمر أولئك ثلاثاً كل ذلك يطيعون ويخرجون ، فقال لهم : كونوا طيناً بإذني فخلق منه آدم ، قال : فمن كان من هؤلاء