لكنكم لا بد وأن تطلبون مني أن أذكر لكم خلاصة ما يقولونه بالنسبة إلى هذا الحديث ، وأقرب لكم الطريق ولا تحتاجون إلى مراجعة الكتب ، فأقول : قال المناوي في شرح هذا الحديث في فيض القدير في شرح الجامع الصغير [1] : أعله أبو حاتم [ أي قال : هذا الحديث عليل ] وقال البزار كابن حزم لا يصح [2] . فهؤلاء ثلاثة من أئمتهم يردون هذا الحديث : أبو حاتم ، أبو بكر البزار ، وابن حزم الأندلسي . والترمذي حيث أورد هذا الحديث في كتابه بأحسن طرقه ، يضعفه بصراحة ، فراجعوا كتاب الترمذي وهو موجود [3] . وإذا ما رجعتم إلى كتاب الضعفاء الكبير لأبي جعفر العقيلي لرأيتموه يقول : منكر لا أصل له [4] . وإذا رجعتم إلى ميزان الاعتدال يقول نقلا عن أبي بكر
[1] وقد ذكرت لكم من قبل إننا في فهم الأحاديث والدقة في أسانيدها لا بد وأن نرجع إلى ما قيل في شرحها والكتب المؤلفة في شروح الأحاديث ، من قبيل المرقاة وفيض القدير وشروح الشفاء للقاضي عياض ، وأمثال ذلك . [2] فيض القدير شرح الجامع الصغير 2 / 56 . [3] صحيح الترمذي 5 / 572 . [4] كتاب الضعفاء الكبير 4 / 95