نام کتاب : أبصار العين في أنصار الحسين ( ع ) نویسنده : الشيخ محمد السماوي جلد : 1 صفحه : 59
آمنون يا بني أختنا . فقال له العباس : لعنك الله ولعن أمانك ، لئن كنت خالنا أتؤمنا وابن رسول الله لا أمان له ؟ وتكلم إخوته بنحو كلامه ثم رجعوا [1] . وروى أبو مخنف أيضا وغيره أن عمر بن سعد نادى في اليوم التاسع : يا خيل الله اركبي وأبشري بالجنة . فركب الناس وزحفوا ، و ذلك بعد صلاة العصر ، والحسين ( عليه السلام ) جالس أمام بيته محتبيا بسيفه و قد خفق على ركبتيه ، فسمعت زينب الصيحة فدنت منه وقالت : أما تسمع الأصوات يا أخي قد اقتربت ! فرفع الحسين ( عليه السلام ) رأسه وأخبرها برؤية رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأنه يدعوه ، فلطمت زينب وجهها وقالت ، يا ويلتاه ، فقال لها : ليس الويل لك يا أخية ، أسكتي رحمك الرحمن . ثم قال العباس له : يا أخي قد أتاك القوم فنهض ، ثم قال : " يا عباس ، اركب بنفسي أنت حتى تلقاهم فتقول لهم : ما لكم ؟ وما بدا لكم ؟ وتسألهم عما جاء بهم " ، فأتاهم العباس في نحو عشرين فارسا فيهم زهير وحبيب فقال لهم : ما لكم وما بدا لكم وما تريدون ؟ فقالوا : جاء أمر عبيد الله أن نعرض عليكم أن تنزلوا على حكمه أو ننازلكم . قال : فلا تعجلوا حتى أرجع إلى أبي عبد الله فأعرض عليه ما ذكرتم ، فوقفوا ثم قالوا : القه فأعلمه ذلك ، ثم أعلمنا بما يقول . فانصرف العباس يركض فرسه إلى الحسين ( عليه السلام ) يخبره ، ووقف أصحابه يخاطبون القوم حتى أقبل العباس يركض فرسه فانتهى إليهم ، فقال : يا هؤلاء : إن أبا عبد الله يسألكم أن تنصرفوا هذه العشية حتى ينظر في هذا الأمر ، فإن هذا أمر لم يجر بينكم وبينه فيه منطق ، فإذا أصبحنا التقينا فإما رضيناه فأتينا بالأمر الذي تسألونه وتسومونه أو كرهنا فرددناه . قال : وإنما أراد بذلك أن يردهم عن الحسين تلك العشية حتى يأمر بأمره ويوصي أهله ، وقد كان الحسين ( عليه السلام ) قال له : " يا أخي إن استطعت أن تؤخرهم هذه العشية إلى غدوة ،