نام کتاب : أبصار العين في أنصار الحسين ( ع ) نویسنده : الشيخ محمد السماوي جلد : 1 صفحه : 162
كأن على رؤسنا الطير [1] . قال أبو مخنف : فحدثتني دلهم بنت عمرو ، امرأة زهير قالت : فقلت له : أيبعث إليك ابن رسول الله ثم لا تأتيه ! سبحان الله لو أتيته فسمعت من كلامه ثم انصرفت ، قالت : فأتاه زهير بن القين ، فما لبث أن جاء مستبشرا قد أسفر وجهه : فأمر بفسطاطه وثقله ومتاعه ، فقوض وحمل إلى الحسين ( عليه السلام ) ، ثم قال لي : أنت طالق ، الحقي بأهلك ، فإني لا أحب أن يصيبك بسببي إلا خير ، ثم قال لأصحابه : من أحب منكم أن يتبعني وإلا فإنه آخر العهد ، إني سأحدثكم حديثا ، غزونا بلنجر ، ففتح الله علينا وأصبنا غنائم ، فقال لنا سلمان : أفرحتم بما فتح الله عليكم ، وأصبتم من المغانم ؟ فقلنا : نعم . فقال لنا : إذا أدركتم شباب آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) فكونوا أشد فرحا بقتالكم معه بما أصبتم من المغانم ، فأما أنا فإني أستودعكم الله ، قال : ثم والله ما زال أول القوم حتى قتل معه [2] . وقال أبو مخنف : لما عارض الحر بن يزيد الحسين ( عليه السلام ) في الطريق وأراد أن ينزله حيث يريد فأبى الحسين عليه ، ثم إنه سايره ، فلما بلغ ذا حسم خطب أصحابه خطبته التي يقول فيها : " أما بعد ، فإنه نزل بنا من الأمر ما قد ترون " الخ ، فقام زهير وقال لأصحابه : أتتكلمون أم أتكلم ؟ قالوا : بل تكلم ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : قد سمعنا هداك الله يا بن رسول الله مقالتك ، والله لو كانت الدنيا لنا باقية ، وكنا فيها مخلدين ، إلا أن فراقها في نصرك ومواساتك ، لآثرنا النهوض معك على الإقامة فيها . فدعا له الحسين وقال له خيرا [3] .
[1] تاريخ الطبري : 3 / 302 . [2] تاريخ الطبري : 3 / 302 . [3] تاريخ الطبري : 3 / 307 .
162
نام کتاب : أبصار العين في أنصار الحسين ( ع ) نویسنده : الشيخ محمد السماوي جلد : 1 صفحه : 162