من قد انقلب قلبه فلا خطاب لنا معه . واعلم أن منكر هذه الأمور من الطاعة : إما مجتهد أخطأ فله أجر ، أو عديم فهم مقلد لمشائخه كلما قادوه إلى شئ انقاد ، أو مطبوع على قلبه غافل عن ذكر ربه ، إذا ذكر الله اشمأز فؤاده يتستر بإيهام حسن القصد . وهذا يعرف بأنه لا ينكر البدع التي ينبغي إنكارها ، فتراه يحمل على رأسه عمامة كالبرج ، ويجعل أكمامه كالخرج [1] ، ويزعم أن هذه من مراعاة أبهة العلم ، والتميز عن الجاهلين ، وربما حضر الموقف يغتاب فيه المسلم ، وتنتهك فيه حرمته ، ويخوض في اللغو مع الخائضين . والله تعالى يقول في صفة المؤمنين ( والذين هم عن اللغو معرضون ) [2] ، ( وإذا سمعوا اللغو اعرضوا عنه ) [3] .
[1] الخرج وعاء معروف يوضع على ظهر الدابة جمعه خرجه . أنظر المنجد ج 1 ص 169 . [2] 3 : المؤمنون . [3] 55 : القصص .