نام کتاب : وقفة مع الدكتور البوطي نویسنده : هشام آل قطيط جلد : 1 صفحه : 70
آية الإكمال تتناقض مع الشورى فأقول لحضرته : إن ما يقع عليه الشورى بين المؤمنين ، إما أن يكون من دين رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أو لا ؟ فإن كان من الناحية الدينية فأنت تعلم بأن الله تعالى قد أكمل الدين على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال : ( اليوم أكملت لكم دينكم ، وأتممت عليكم نعمتي ) ، فلا يحتاج إكمال الدين إلى شورى ممن لا يوحى إليهم ، اللهم إلا إذا قال أحدهم بنزول الوحي على أهل السقيفة في عقدها بعد وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وانقطاع الوحي ، وهذا لا يقول به من كان من الإسلام على شئ . وإن لم يكن ما وقعت عليه الشورى من دين رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فكل من اتبع طريقا لنفسه وسبيلا غير سبيل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فلا يستحقون المدح عليه ، لأن مشاقة لله تعالى ولرسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، ولا يكونون مجتهدين بذلك ، لقوله تعالى : ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ، ويتبع غير سبيل المؤمنين ، نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ) [1] . وأنت تعلم أيها المسلم أن سبيل المؤمنين هو سبيل نبي الأمة ورسولها ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وسبيل النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) هو دينه الذي أنزله الله تعالى عليه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كاملا غير منقوص ، ولم يكن منه قطعا ما حدث في السقيفة بعد وفاته ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وحينئذ يختص مدحهم والثناء عليهم في خصوص تطبيقهم ما أنزل الله تعالى على رسوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تطبيقا كاملا لا على إدخالهم في دينه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ما ليس داخلا فيه .