نام کتاب : وقفة مع الدكتور البوطي نویسنده : هشام آل قطيط جلد : 1 صفحه : 57
وأما قول عمر بن الخطاب : أن قريشا لا تجتمع على علي ، فقد يكون صحيحا ، لماذا ؟ لكن ما الضرر في ذلك ؟ إن قريشا لم تجتمع على النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) نفسه ، بل اجتمعت ضده وحاربته إحدى وعشرين سنة ، ولم تدخل في الإسلام إلا بعد أن هزمها ، فهل كان من اللازم إلغاء النبوة ، لأن قريشا كانت تقف ضدها ؟ وإذا كان هذا هو أمر قريش من النبي نفسه ، فكيف يسوغ أن تعتبر موافقتها على أمر كلامه على صلاحه ومعارضتها دليلا على خطأه ؟ إن من العجب أن قريشا التي حاربت النبوة والإسلام منذ ولادته ، واستمرت في حربها لهما حتى أثخنتها الجراح أصبحت هي التي تقرر مصير الأمة الإسلامية ، وأصبح تأييدها يرجح كفة أي مرشح للقيادة حتى ولو كان ضد من أراد الوحي وضد من أراد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم وقوله تعالى : ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا " [1] .