responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وقفة مع الدكتور البوطي نویسنده : هشام آل قطيط    جلد : 1  صفحه : 54


كله اقتضت حكمته البالغة أن يعدل عن كتابته ، ليس خوفا من أن تكون الخلافة وراثة فتنقلب ملكا عضوضا كما زعم حضرة الدكتور البوطي .
وقال أيضا حضرته : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أعلن هذا الكلام ولم ينفذه . . ! !
أقول : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أراد أن يكتب وقوله في الحديث : ( لن تضلوا بعدي ) دليل على وجوب الأخذ بهذا الكتاب الذي سيكتبه لهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، لكن القوم أعرضوا ، ونسبوا إليه المرض والهذيان والوجع فأعرض عن ذلك . والسبب الرئيس لإعراض النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
فيذهب الدين من أصله ، لا سيما وهو المعارض ويعلم كل العلم أن عليا ( عليه السلام ) وأشياعه خاضعون لمدلول ذلك الكتاب وأنه يستهدف به أجر الخلافة ، وأنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يريد أن يجعلها في علي والأئمة الأحد عشر من أبنانه الطاهرين بنص ذلك الكتاب ، تأكيدا لنصه عليهم يوم الغدير ، وفي حديث الثقلين ، والنجوم ، والسفينة وغيرها من الأدلة المتقدم ذكرها سواء عندهم أكتبه أم لم يكتبه .
وإن قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في هذا الأمر :
" دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه " ورأيت ما قالوا به من ذلك القول الخشن بلا تدبر ولا روية .
هذا وهو لا يزال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حيا بين ظهرانيهم ، فكيف يكون حالهم من الاختلاف والتنازع بعد وفاته ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . . ؟
لذا رأى ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أن من حسن تدبيره ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لهم ورعايته لشؤونهم أن يضرب الصفح عن ذلك الكتاب ، خوفا من وقوع الفتنة ، وحفظا لكيان الدين ، وصيانة لدماء المسلمين ، واحتياطا على نصوصه في خلافة علي وبنيه ( عليه السلام ) من بعده ، لئلا تصبح غرضا لنبال الشك ، وهدفا لسهام الطعن والتشكيك من المعارضين .
* وإن قلت لي حضرة الدكتور البوطي كما قال غيركم : إنه أراد بالكتاب أن يكتب الخلافة لأبي بكر كما زعمت في قولك : ويعهد بأمر الإمامة إليه لما نسي أو تناسى الراوي الوصية الثالثة ، ولا منعه القوم من

54

نام کتاب : وقفة مع الدكتور البوطي نویسنده : هشام آل قطيط    جلد : 1  صفحه : 54
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست