نام کتاب : وقفة مع الدكتور البوطي نویسنده : هشام آل قطيط جلد : 1 صفحه : 33
عن هذا الرأي كما هو مفصل في مظانه من أصول الفقه ، لكن جمهور السنة بالغوا في تقديس كل من يسمونه صحابيا ، حتى خرجوا عن الاعتدال . فاحتجوا بالغث منهم والسمين ، واقتدوا بكل مسلم سمع النبي أو رآه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) اقتداءا أعمى ، وأنكروا على من يخالفهم في هذا الغلو ، وخرجوا في الإنكار على كل حد من الحدود . وما أشد إنكارهم علينا حين يروننا نرد حديث كثير من الصحابة ، مصرحين بجرمهم أو بكونهم مجهولي الحال ، عملا بالواجب الشرعي لتمحيص الحقائق الدينية . والأسمى من رأينا هذا هو سورة التوبة وسورة المنافقون ، فهما يفصحان كل الفصاحة ويوضحان كل الوضوح ويبينان كل الإبانة عما ذهب إليه ، وتقودنا من حيث شفقته على ما سماهم الصحابة مندفعا ومتحمسا من موروثاته . فنحن لا ننتقص من الصحابة بقدر ما هو موجود من حقائق في الصحاح والقرآن ، ومن الغريب جدا أن تتهم الشيعة بانتقاص الصحابة أو الطعن بهم ، ونحن نعلم بأن بذرة التشيع قد نشأت في مجتمع الصحابة ومن هذا المجتمع أبطال التشيع ، كأبي ذر وسلمان وعمار والمقداد وخزيمة وأبي أيوب الأنصاري وغيرهم من الصحابة الأجلاء ، فهم الذين عرفوا بالولاء لعلي ( عليه السلام ) وناصروه في حربه من بغى عليه ، وهم خيار الصحابة . قال ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه ولكن نحسن صحبتهم ما أقاموا معنا " كما أن الصحبة تشمل من مردوا على النفاق ، والذين ابتغوا الفتنة من قبل وقلبوا لرسول الله الأمور ، وأظهروا الغدر ، حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون . وفيهم من كان يؤذي رسول الله وقد وصفهم بقوله : ( ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون : هو أذن ) ( والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم ) [1] و ( إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا ) وفيهم المخادعون والذين يظهرون الإيمان