نام کتاب : وقفة مع الدكتور البوطي نویسنده : هشام آل قطيط جلد : 1 صفحه : 145
المحدثين في كتب الاصطلاح ، الصحابة كلهم عدول [1] ، معناه أن كلا منهم سالم بن الكبيرة وهذا بعيد من الصواب لأن منهم من سمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وهو يقول : " لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض " ثم قاتل مع معاوية فكان قاتل عمار بن ياسر ، ثم كان يتبجح بذلك ويقول لما يأتي إلى أبواب بني أمية : " قاتل عمار باالباب " ، فهل يحكم لهذا بأنه عدل بمعنى أنه سالم من الكبائر ، إنما معنى قول أولئك المحدثين أنهم لا يتهمون بالكذب على الرسول فيما يروونه من الأحاديث عنه ، أليس هذا من أفسق الفسق فقد خالف قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الذي سمعه منه فقتل عمارا ، وهذا الغادر أبو الغادية الجهني [2] . ثم كيف تقول بعدالة الجميع : فإليك ما أخرجه البخاري من صحيحه بالإسناد إلى أبي هريرة عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : " بينا أنا قائم فإذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم قال : هلم . قلت : أين ؟ قال : إلى النار والله ، قلت وما شأنهم قال : إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقري . ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم ، قال : هلم ، قلت : أين ؟ قال : إلى النار والله ، قلت : وما شأنهم ؟ قال إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقري ، فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم ) [3] . * وأخرج البخاري عن العلاء بن المسيب عن أبيه ، قال : لقيت البراء ابن عازب فقلت له : طوبى لك صحبت النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وبايعته تحت الشجرة . فقال : يا ابن أخي إنك لا تدري ما أحدثنا بعده [4] . * وأخرج البخاري عن عبد الله عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قال : " أنا فرطكم على الحوض ويرفعن رجال منكم ثم ليختلجن دوني فأقول : يا رب أصحابي فيقال : إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك " [5] هذا ما استدلينا به من أهم
[1] المقالات السنية في كشف ضلالات أحمد بن تيمية ص 208 ط 2 دار المشاريع . [2] الشيخ عبد الله الهرري : المقالات السنية في كشف ضلالات ابن تيمية ص 208 ط 2 دار المشاريع . [3] صحيح البخاري : ج 4 ص 94 - آخر كتاب الرقاق - باب الحوض من صحيحه بالإسناد إلى أبي هريرة . [4] صحيح البخاري : ج 3 ص 30 - باب غزوة الحديبية . [5] صحيح البخاري : باب غزوة الحديبية .
145
نام کتاب : وقفة مع الدكتور البوطي نویسنده : هشام آل قطيط جلد : 1 صفحه : 145