نام کتاب : وقفة مع الدكتور البوطي نویسنده : هشام آل قطيط جلد : 1 صفحه : 134
وأود أن ألفت نظركم إلى المحاورة التي جرت بين ابن عباس والخليفة عمر بن الخطاب في حديث دار بينهما : " يا بن عباس أتدري ما منع قومكم بعد محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟ ( قال ابن عباس ) : فكرهت أن أجيبه ، فقلت له : إن لم أكن أدري فإن أمير المؤمنين يدريني ، فقال عمر : كرهوا أن يجمعوا لكم النبوة والخلافة فتبجحوا على قومكم بجحا بجحا [1] فاختارت قريش لأنفسها فأصابت ووقفت ( قال ) : فقلت : يا أمير المؤمنين ، إن تأذن لي في الكلام وتمط عني الغضب ، تكلمت قال : تكلم ( قال ابن عباس ) : أما قولك يا أمير المؤمنين : اختارت قريش لأنفسها فأصابت ووقفت فلو أن قريشا اختارت لأنفسها من حين اختار الله لها ، لكان الصواب بيدها غير مردود ولا محسود ، وأما قولك إنهم أبوا أن تكون لنا النبوة والخلافة فإن الله عز وجل وصف قوما بالكراهة ، فقال : ( ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم ) فقال عمر : هيهات يا بن عباس قد كانت تبلغني عنك أشياء أكره أن أقرك عليها فتزيل منزلتك مني ، قلت : ما هي يا أمير المؤمنين ؟ فإن كانت معا فما ينبغي أن تزيل منزلتي منك ، وإن كانت باطلا فمثلي أحاط الباطل عن نفسه ، فقال عمر : بلغني أنك تقول : إنما صرفوها عنا حسدا وبغيا وظلما ( قال ) فقلت : أما قولك يا أمير المؤمنين ظلما فقد تبين للجاهل والحليم ، وأما قولك حسدا فإن آدم حسد ونحن ولده المحسودون فقال عمر : هيهات هيهات ، أبت والله قلوبكم يا بني هاشم إلا حسدا لا يزول ( قال ) فقلت : مهلا يا أمير المؤمنين ، لا تصف بهذا قلوب قوم أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا . . . الحديث [2] . وحاوره ابن عباس مرة أخرى فقال له في حديث آخر : " كيف خلفت ابن عمك ، قال : فظننته يعني عبد الله بن جعفر ، قال : فقلت : خلفته مع أترابه ، قال : لم أعن ذلك إنما عنيت عظيمكم أهل البيت ، قال : قلت :
[1] أي تبجحا ، والبجح بالشئ : هو الفرح به . [2] الكامل : ابن الأثير ج 3 ص 63 . شرح نهج البلاغة : لابن أبي الحديد : ج 3 ص 107 أمنت بيروت تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم . تاريخ الطبري : ج 4 ص 223 .
134
نام کتاب : وقفة مع الدكتور البوطي نویسنده : هشام آل قطيط جلد : 1 صفحه : 134