responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وجاء الحق نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 57


عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا إن الله غفور شكور ) [ الشورى : 23 ] ، في هذه الآية جعل الله - تعالى - أجر رسالة النبي المودة في القربى ، فأي قربى ؟ إن مودة الأقرباء على الإطلاق ليست مما يندب إليه في الإسلام ، قال تعالى : ( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ) [ المجادلة : 22 ] ، والذي يندب إليه الإسلام هو الحب في الله ، وبما أن لكل شئ ذروة ، فإن الحب في الله ذروته حب النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ولهذا قيل : إن المراد بالمودة في القربى ، هو مودة قرابة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وهم عترته من أهل بيته ، ومن يتأمل في الروايات المتواترة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، كحديث الثقلين وغيره ، يجد أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دفع الناس في اتجاه أهل البيت لفهم كتاب الله بما فيه من أصول معارف الدين وفروعها وبيان حقائقه ، وهذا لا يدع ريبا في أن إيجاب مودتهم وجعلها أجرا للرسالة ، إنما كان ذريعة إلى إرجاع الناس إلى أهل البيت ، على اعتبار أن لهم المرجعية العلمية .
وروي عن ابن عباس أنه قال : " لما نزلت هذه الآية : ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) [ الشورى : 23 ] ، قالوا : يا رسول الله ، من قرابتك هؤلاء الذين وجبت مودتهم ؟ قال : علي وفاطمة وولداها " [1] ، وعن أبي الديلم قال : " لما جئ بعلي بن الحسين أسيرا ، فأقيم على درج دمشق ، قام رجل من أهل الشام فقال : الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم ، فقال له علي بن الحسين : أقرأت القرآن ؟ قال : نعم ، قال : أقرأت آل حم ؟ قال :
نعم ، قال : أما قرأت : ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) ؟
قال : فإنكم لأنتم هم ؟ قال : نعم " [2] .
.



[1] رواه الطبراني ، وقال الهيثمي : فيه جماعة ضعفاء وقد وثقوا ، الزوائد : 9 / 168 ، وأخرجه ابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه .
[2] أخرجه ابن جرير ، والبغوي ، تفسير البغوي : 7 / 364 ، والمقريزي ، فضائل أهل البيت ، ص : 72 .

57

نام کتاب : وجاء الحق نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 57
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست