responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وجاء الحق نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 50


( أفمن كان على بينة من ربه ) أنا ، ( ويتلوه شاهد منه ) علي " [1] ، وعن علي أنه قال : " ما من رجل من قريش إلا نزلت فيه طائفة من القرآن ، فقال له رجل : ما نزل فيك ؟ قال : أما تقرأ سورة هود : ( أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ) رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على بينة من ربه ، وأنا شاهد منه " [2] ، وقال صاحب الميزان : والظاهر أن المراد بهذا الشاهد بعض من أيقن بحقية القرآن ، وكان على بصيرة إلهية من أمره ، فآمن به عن بصيرة ، وشهد بأنه حق منزل من عند الله تعالى ، كما يشهد بالتوحيد والرسالة ، فإن شهادة الموقن البصير على أمر تدفع عن الإنسان مرية الاستيحاش وريب التفرد فإن الإنسان إذا أذعن بأمر وتفرد فيه ، ربما أوحش التفرد فيه إذا لم يؤيده أحد في القول به ، أما إذا قال به غيره من الناس وأيد نظره في ذلك ، زالت عنه الوحشة وقوي قلبه وارتبط جأشه ، وقد احتج - تعالى - بما يماثل هذا المعنى في قوله : ( قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله فآمن واستكبرتم ) [ الأحقاف : 10 ] ، وعلى هذا فقوله : ( يتلوه ) من التلو لا من التلاوة ، والضمير فيه راجع إلى ( من ) أو إلى ( بينة ) باعتبار أنه نور أو دليل ، ومآل الوجهين واحد ، فإن الشاهد الذي يلي صاحب البينة يلي بينته كما يلي نفسه ، والضمير في قوله ( منه ) راجع إلى ( من ) دون قوله :
( ربه ) وعدم رجوعه إلى البينة ظاهر ، ومحصل المعنى : من كان على بصيرة إلهية من أمر ، ولحق به من هو من نفسه ، فشهد على صحة أمره واستقامته .
وعلى هذا الوجه ينطبق ما ورد في الروايات أن المراد بالشاهد علي بن أبي طالب ، إن أريد به أنه المراد بحسب انطباق المورد ، لا بمعنى الإرادة الاستعمالية ، وقوله تعالى : ( ومن قبله كتاب موسى إماما ورحمة ) راجع إلى الموصول أو إلى البينة على حد ما ذكرناه في ضمير ( يتلوه ) ، والجملة حال بعد حال ، أي : أفمن كان على بصيرة إلهية ينكشف له بها أن القرآن حق .



[1] رواه ابن مردويه بإسنادين ، كنز العمال : 2 / 439 .
[2] رواه ابن مردويه وابن أبي حاتم وأبو نعيم ، كنز العمال : 2 / 439 .

50

نام کتاب : وجاء الحق نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 50
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست