responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وجاء الحق نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 35


الظالمين هنا ، وعلى امتداد الدعوة الإلهية أمر الله عباده بأن لا يزكوا أنفسهم لأنه - سبحانه - أعلم بمن اتقى ، وأنه يزكي من يشاء ، وتحت سقف التزكية يختبر العباد ، قال تعالى : ( وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا ) [ الفرقان : 20 ] ، قال في الميزان : " أي أنا جعلنا بعض الناس لبعض فتنة يمتحنون بها فالرسل فتنة لسائر الناس يمتحنون بهم فيتميز بهم أهل الريب من أهل الإيمان ، والمتبعون للأهواء من طلاب الحق ، وقوله تعالى : ( وكان ربك بصيرا ) أي : عالما بالصواب في الأمور ، فيضع كل أمر في الموضع المناسب له ، ويجري بذلك أتم النظام ، فهدف النظام الإنساني كمال كل فرد بقطعه طريق السعادة أو الشقاوة على حسب ما يستعد له ويستحقه ، ولازم ذلك بسط نظام الامتحان بينهم ، ولازمه ارتفاع التمايز بين الرسل وغيرهم " [1] ، وقال ابن كثير في تفسيره في معنى الآية : " أي اختبرنا بعضكم ببعض وبلونا بعضكم ببعض لنعلم من يطيع ممن يعصي ، ولهذا قال : ( أتصبرون وكان ربك بصيرا ) ، أي : بمن يستحق أن يوحى إليه ، كما قال تعالى : ( الله أعلم حيث يجعل رسالته ) [ الأنعام : 124 ] ، ومن يستحق أن يهديه الله لما أرسلهم به ومن لا يستحق ذلك ، وقال ابن إسحاق في قوله : ( وجعلنا بعضكم لبعض فتنة ) ، أي : لو شئت أن أجعل الدنيا مع رسلي فلا يخالفون لفعلت ، ولكني قد أردت أن أبتلي العباد بهم وأبتليكم بهم " [2] .
ولما كان الناس يختبرون بالأنبياء والرسل ، فإنهم يختبرون أيضا بتلاميذ الأنبياء والرسل وحواريهم وأوصيائهم ، ولقد تم اختبارهم بأبناء هارون وبتلاميذ المسيح عليه السلام . ويشهد بذلك كتب التراجم والتواريخ والسير ، والأمة الخاتمة لم تستثن من ذلك ، ولقد قابلت دائرة هارون وبنيه في الشريعة الموسوية ، دائرة علي بن أبي طالب وبنيه في الشريعة المحمدية ، ففي الحديث الصحيح روي أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال لعلي بن أبي طالب : " أنت مني .



[1] الميزان : 15 / 194 .
[2] تفسير ابن كثير : 3 / 313 .

35

نام کتاب : وجاء الحق نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 35
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست