responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وجاء الحق نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 33


أخاه أن يتبع سبيلهم فيشوشوا عليه الأمر ، ويكيدوا ويمكروا به ، فيتفرق جمع بني إسرائيل ويتشتت شملهم ، بعد تلك المحن التي كابدها هارون في إحياء كلمة الاتحاد بينهم .
وبالجملة ، كان هارون وزيرا لموسى عليهما السلام ، وكان يساعده في تبليغ الدين أو شئ من أجزائه ، وكان يخلف موسى عليه السلام في غيبته ، ويحافظ على سبيل موسى عليه السلام من الذين يتربصون به ، ليكون السبيل حجة على بني إسرائيل وهم تحت سقف الامتحان والابتلاء ، ويكون شاهدا على المفسدين على امتداد المسيرة كي يتبين الباحث عن الحقيقة خطاهم ، وسبيل الأنبياء ، فقد ذرأ الله ذرية آدم ، لا يضره من خالفه أو من خذله أو من عاداه .
أما في ما يتعلق بأبناء هارون عليه السلام ، فلقد ذكرت التوراة الحاضرة ، أن الله - تعالى - اصطفى أبناء هارون من بعده ليفسروا الشريعة لبني إسرائيل ، وعلى امتداد المسيرة الإسرائيلية بعث منهم الأنبياء والربانيون ، وآخر الأنبياء الذين بعثوا من ذرية هارون ، كان المسيح عيسى بن مريم عليهما السلام ، ولقد قلب بنو إسرائيل الأمر على أنبيائهم ، وقتلوا بعضهم ، وكذبوا البعض الآخر ، وعندما جاؤوهم بما لا تهوى أنفسهم .
والدعوة الإلهية الخاتمة - على نبيها الصلاة والسلام - امتد ظلها من حيث انتهت ظلال أنبياء بني إسرائيل ، بمعنى : في بداية الدعوة جعل الله قياس النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى موسى عليه السلام ، وجعل قياس أمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى فرعون وقومه ، قال تعالى : ( إنا أرسلنا إليكم شاهدا عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا ، فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذا وبيلا ) [ المزمل : 15 - 16 ] ، فبتدبر الآية ، نجد أن دائرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقابلها دائرة موسى عليه السلام ، ودائرة الأمة يقابلها دائرة فرعون ، والقرآن عبر عن موسى بالرسول ، وفي هذا إشارة إلى أن السبب الموجب لأخذ فرعون مخالفته أمر رسالة موسى لا موسى نفسه بما أنه موسى ، وإذا كان السبب هو مخالفة الرسالة ، فيقابله تحذير الأمة من مخالفة رسالة محمد ، لأن المخالفة تؤدي

33

نام کتاب : وجاء الحق نویسنده : سعيد أيوب    جلد : 1  صفحه : 33
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست