وصية الأنبياء إليهم إلا باستحقاق لذلك العلم والدليل ، فأما الاستحقاق منهم لذلك المقام الذي استوجبوا به من الله العلم والدليل فهو فضلهم على أهل دهرهم وبيانهم عن جميع أهل ملتهم بالعلم البارع والدين والورع والاجتهاد في أمر الله وعلمهم ودليلهم فهو العلم بغامض علم الأنبياء والاطلاع على خفي أسرار الرسل وإحاطتهم بما خص الله به أنبياءه حتى يوجد عندهم من ذلك ما لا يوجد عند غيرهم من أهل دهرهم فيستدل بذلك على ما خصهم به أنبياؤهم وألقي إليهم من مكنون علمها وعجايب فوايد ما أوحى الله به إليها مما لا يوجد أبدا عند غير الأوصياء " ( 1 ) . وأما قول " القاسم بن محمد " ( 2 ) بأنه لا دليل عليها ( أي على اشتراطها العصمة ) إلا تقدير حصول المعصية ; فمجازفة ! !
1 ) المجموعة الفاخرة : 48 . 2 ) عدة الأكياس : 2 / 134 - 135 . القاسم بن محمد بن علي بن الرشيد ( 967 - 1029 ) فقيه ، عالم ، قام بدور سياسي بارز في محاربة الأتراك بعد أن ادعى الإمامة سنة 1006 ، ترك كثيرا من المؤلفات منها : " الإعتصام " في الحديث و " الأساس " في أصول الدين ، ألف في ترجمته كتاب باسم " النبذة المعشيرة " لقب بالمنصور بالله ، أنظر : التحف : 229 ، البدر الطالع : 1 / 385 ، الموسوعة اليمنية : 2 / 738 ، الأعلام : 5 / 182 .