نام کتاب : هبة السماء ، رحلتي من المسيحية إلى الإسلام نویسنده : علي الشيخ جلد : 1 صفحه : 51
وأما الكتب الأخرى فقد ألغيت ولم تقبلها الكنيسة ، وأول من اعتبر هذه الأسفار ( 27 ) هو مجمع نيقية السكوني سنة ( 325 ) م ثم جاء البابا جيلاسيوس الأول ( 492 - 496 ) ، إذ أعطى المرسوم الرسولي سنة 495 ميلادي مقدما اللائحة التي نملكها اليوم للعهد الجديد ( 1 ) . وأعتقد أن إلغاء كل تلك الكتب الأخرى أضاع تراثا عظيما كان يمكن الاعتماد عليه لفهم الحقائق عن المسيحية بصورة أفضل وأدق وأقرب للواقع . وأما سبب اختيار هذه الكتب دون غيرها ، فلأنها ( على حد قول المسيحيين ) ( تعطي بشكل أفضل ما كانت تؤمن به الكنيسة الأولى ، ولكن هذا لا يعني أن الكنيسة هي التي منحت صفة الالهام لهذه الأسفار ، بل أن محتوى الأسفار ذاته هو الذي دفع بالكنيسة لتمييزها عن الكتب الأخرى ) ( 2 ) . وأما كيفية الوحي والإلهام في كتابة هذه الأسفار فيعتقد المسيحيون أن الالهام الكتابي الذي يقصدونه هو غير الالهام النبوي ، فالإلهام الكتابي يدل على عمل الله ( فوق الطبيعي ) الذي يمارسه على مؤلفي الكتاب ليدفعهم إلى تدوين الحقائق التي أوحاها وأعطاها للبشر وذلك بمساعدته الدائمة والمباشرة . فالكاتب يعبر عما يريد الله أن يطلع الناس عليه ولكنه ليس
( 1 ) المسيح في الفكر الاسلامي : ص 117 . ( 2 ) المسيح في الفكر الاسلامي : ص 117 .
51
نام کتاب : هبة السماء ، رحلتي من المسيحية إلى الإسلام نویسنده : علي الشيخ جلد : 1 صفحه : 51