نام کتاب : هبة السماء ، رحلتي من المسيحية إلى الإسلام نویسنده : علي الشيخ جلد : 1 صفحه : 49
المسيح ( عليه السلام ) لم يكتب شيئا ولم يأمر أحدا من تلاميذه بتدوين أقواله وأعماله ، ولكن قد طلب منهم أن يشهدوا ويبشروا بما رأوا وسمعوا فكانت نقطة الانطلاق للرسل هي البشارة والشهادة للمسيح ( عليه السلام ) . ومن هنا بدأ التقليد المسيحي وهو التذكير المشترك بهذه الحوادث من جيل إلى جيل . ( ولهذا فالتقليد الشفوي يعتبر الينبوع الذي نهل منه الرسل وتلاميذ الرسل ليدونوا أسفار العهد الجديد . على أن هذا التدوين للتقليد الشفوي لم يتم بإرادة الرسل أيضا فمرقس مثلا حسب أوزابيوس قد دفعه إلى التدوين المستمعون لبطرس الرسول الذي وجد نفسه أمام الأمر الواقع ، فبطرس حسب اكليمنضوس لم يتدخل لا راضيا ولا رافضا [1] ) . وأما الشروع في كتابة الأناجيل رغم عدم طلب يسوع المسيح ( عليه السلام ) من التلاميذ ذلك فيعزونه إلى أسباب عديدة منها ، ( رغبة المسيحيين بالحصول على معلومات أكثر عن حياة وتعاليم المسيح ( عليه السلام ) يحتفظون بها ، وكذلك تقدم السن بالرسل الأولين وشدة الاضطهادات التي كانت تحيط بهم ، إضافة إلى ظهور الأفكار العقائدية الباطلة تحت تأثير الوثنية واليهودية والتي انتشرت بسرعة مسببة القلق والشك في صفوف المؤمنين الجدد ، وغيرها من الأمور ، كل ذلك