نام کتاب : هبة السماء ، رحلتي من المسيحية إلى الإسلام نویسنده : علي الشيخ جلد : 1 صفحه : 152
بمثل ما نعته لك ، ويقولون يبق نبي غيره [1] . وكما ذكرت فإن الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان غالبا ما يلجأ إلى الجبال لفترة من أجل الخلوة والعبادة والتفكر ، وكان يقضي أكثر الأوقات في ( غار حرا ) [2] . فكان يقضي شهر رمضان كله من كل عام في غار حراء مكتفيا بالقليل من القوت تحمله إليه زوجته الوفية خديجة ، وفي غير شهر رمضان أيضا كان يقضي أوقاتا طويلة في هذا الغار مستغرقا ومنقطعا عن الدنيا ، ومهيئا نفسه لأمر عظيم ينتظره . وفي ذلك الغار تجلى الكلام الإلهي على لسان الروح الأمين ( جبرئيل ) ، موحيا ببداية آخر الرسالات الإلهية وأعظمها ، وفيه اختار الله سبحانه عبده ورسوله ( محمدا ) ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ليصدع بالدين الخاتم ، وفيه نزلت أول آيات القرآن الكريم الكتاب الإلهي كتاب الهداية والسعادة . نعم في غار حراء كانت البداية ، فبعد أن قضى النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فترة طويلة في العبادة والانقطاع إلى خالقه ، جاءه رسول ربه - جبرئيل الأمين - يناديه بصوت لا ينفذ لغير قلبه قائلا اقرأ يا محمد فيصغي النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ويجيب ما أنا بقارئ حيث أنه كان لم يدرس عند أحد ، ويردد عليه جبرئيل القول ، ويكرر النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ما أنا
[1] الفضائل الخمس من الصحاح الستة ج 1 / ص 31 ، سيرة المصطفى : ص 91 . [2] يقع جبل حراء في شمال مكة المكرمة ويستغرق الصعود إلى غار حراء مدة نصف ساعة من الزمن ، وهو من الأماكن المقدسة عند المسلمين يقصدونه للزيارة والتبرك .
152
نام کتاب : هبة السماء ، رحلتي من المسيحية إلى الإسلام نویسنده : علي الشيخ جلد : 1 صفحه : 152