نام کتاب : هبة السماء ، رحلتي من المسيحية إلى الإسلام نویسنده : علي الشيخ جلد : 1 صفحه : 103
ولنا هنا بعد هذا العرض لعقيدة الثالوث الأقدس ، تساؤلات وإشكالات نوردها ونبين مدى صحة هذه العقيدة ، عقلا ونقلا من العهد الجديد نفسه . . كما سأتجنب التعرض للمباحث الفلسفية في هذا العرض ، بل أقدمه بشكل سهل لا يصعب فهمه فنقول : أولا : أن أول إشكال يواجه الباحث في عقيدة اللاهوت المسيحي ( الثالوث الأقدس ) والتبني والتجسيد عامة ، هو أن المسيحيين يغلقون باب العقل ويعطلونه ، فهم يتمسكون بأن هذه العقيدة لا يمكن أن يمسها العقل والادراك البشري ، بل هي فوقهما ، فهي سر لا يفهم إلا بالإيمان الحقيقي والثابت بالمسيح ( عليه السلام ) . وهنا أقدم مقدمة بسيطة لتوضيح مسألة مهمة وهي : أن الأمور والقضايا التي تواجهنا لا تخرج عن ثلاث حالات حسب العقل وهي : 1 - ما هو موافق للعقل : وهي الأمور التي يقبلها العقل ويذعن لها ، كالقضية القائلة بأن الجزء أصغر من الكل ، فالعقل البشري يوافقها ويصدقها . 2 - ما هو مخالف للعقل : وهي الأمور التي يرفضها العقل ويحكم ببطلانها ، كاجتماع النقيضين أو ارتفاعهما ، فالعقل يرفض هذه القضية مطلقا ، مثلا أن نقول ( زيد موجود وليس بموجود في نفس الوقت ) فالعقل هنا يؤكد استحالة مثل هذه القضية ، فهي من المحالات العقلية ، فأما أن يكون زيد موجودا أولا .
103
نام کتاب : هبة السماء ، رحلتي من المسيحية إلى الإسلام نویسنده : علي الشيخ جلد : 1 صفحه : 103