نام کتاب : نظرية عدالة الصحابة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 325
وابن أبي قحافة ؟ فلما سمع القوم صوتها وبكاءها انصرفوا باكين وكادت قلوبهم تتصدع وأكبادهم تتفطر . إلا أن عمر القوي الذي لا يعرف اللين ولا تأخذه في الحق لومة لائم بقي ومعه قوم فأخرجوا عليا فمضوا به إلى أبي بكر فقالوا : بايع ، فقال : إن لم أفعل فمه ؟ قالوا : إذا والله الذي لا إله إلا هو نضرب عنقك . قال علي : إذا تقتلون عبد الله وأخا رسوله ، قال عمر : أما عبد الله فنعم وأما أخو رسوله فلا ( أخوة النبي لعلي ثابتة ) . فقال عمر : ألا تأمر فيه بأمرك ؟ فقال : لا أكرهه على شئ ما كانت فاطمة إلى جانبه . فلحق علي بقبر رسول الله يصيح ويبكي وينادي : " يا ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني " . محاولة لاسترضاء الزهراء بعد إلحاح تمكن الفاروق والصديق من مقابلة الزهراء ، فقالت لهما : نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله يقول : " رضا فاطمة من رضاي وسخط فاطمة من سخطي ، فمن أحب فاطمة ابنتي فقد أحبني ومن أرضى فاطمة فقد أرضاني ومن أسخط فاطمة فقد أسخطني " . قالا : نعم سمعناه . قالت : فإني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني ، ولئن لقيت النبي لأشكونكما إليه . فأخذ أبو بكر ينتحب وهي تقول : والله لأدعون عليك في كل صلاة أصليها ثم خرج باكيا [1] . أبو بكر يهم بالتنازل عن الخلافة فاجتمع الناس إليه لما خرج فقال لهم : " يبيت كل رجل منكم معانقا حليلته مسرورا بأهله وتركتموني وما أنا فيه . لا حاجة لي في بيعتكم أقيلوني ببيعتي " . ومن الطبيعي أن من حوله سيرفضون ذلك ويعللون هذا الرفض تعليلا شرعيا [2] .
[1] راجع فيما تقدم الإمامة والسياسة ص 12 - 13 . [2] راجع الإمامة والسياسة لابن قتيبة ص 11 وما فوق وراجع كتابنا النظام السياسي في الإسلام .
325
نام کتاب : نظرية عدالة الصحابة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 325