responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرية عدالة الصحابة نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 317


والضرورة وحتى الذين شاهدوا سعد بن عبادة ومن حوله لم ينضموا إليهم " الرجلان الصالحان " اللذان شهدا بدرا وهما عاصم بن عدي وعويم بن ساعدة برواية للطبري ، وبرواية أخرى عويم بن ساعدة ومعن بن عدي [1] ، فلو كان اجتماعا للأنصار لما تركاه ، ثم إن أسلم " التي أقبلت بجماعتها حتى تضايق بهم السلك " لم تكن موجودة ويبدو أن عمر كان يتوقع قدومها وموقن من تأييدها بدليل قوله : " ما هو إلا أن رأيت أسلم فأيقنت النصر " ، هؤلاء جاءوا بعد المبايعة مما يدل على أن موضوع اختيار الخليفة من بعد النبي ولد بقدوم المهاجرين الثلاثة وفرضه المهاجرون الثلاثة .
لأن الذي جاء بخبر اجتماع الأنصار ما زال مجهولا للآن ولا يعلم به أحد ، ولأن الذي فتح المناظرة بعد قدوم المهاجرين الثلاثة ما زال مجهولا ، فعندما يدخل هؤلاء المهاجرون لا بد أن يطرحوا السلام ولا بد من تكلم بعد طرح السلام . فمن هو هذا المتكلم الذي فتح المناظرة ؟ إنه تماما كالذي جاء بخبر اجتماع الأنصار وما زال مجهولا ، مع أن الذين لهم أدوار أقل من دور ناقل خبر الاجتماع ومن دور فتح باب المناظرة عرفوا . كل هذا يؤكد أن هنالك مقاطع من الحقيقة مقصوصة ، وجوانب من الروايات مبتورة بالرغم من تعدد الروايات وتعدد الرواة . والحقيقة أن قصة اجتماع السقيفة صيغت وأرخت تحت إشراف مؤيدي الفاروق والصديق ، وتم تناول القصة وطرحها بالطريقة التي لا تثير حفيظة الحكام ولا تستفز المؤيدين والتي تصور هؤلاء الثلاثة كرواد وكأبطال لقصة تاريخية ، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال تعدد الروايات ومضامين هذه الروايات وتناقضها مع بعضها أحيانا فما قاله " الصالحان البدريان " ورد مضمونه بروايتين متناقضتين مثلا [2] ، وسعد بن عبادة يصور في رواية كطالب للخلافة ومنافس عنيد للثلاثة يثير غضب الجموع وتوشك أن تقتله بل ويقال :
اقتلوه قتله الله [3] ، ويصور في رواية ثانية كرجل أقام الفاروق عليه الحجة فسكن واقتنع وبايع [4] ، ولا ترى تمردا من الحباب أو من غيره ، لأن الأمور استقرت في



[1] تاريخ الطبري ج 3 ص 205 - 206 .
[2] تاريخ الطبري ج 3 ص 205 .
[3] الإمامة والسياسة ص 10 .
[4] تاريخ الطبري ج 3 ص 203 .

317

نام کتاب : نظرية عدالة الصحابة نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 317
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست