responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرية عدالة الصحابة نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 278


فأصابت ووفقت فلو أن قريش اختارت لأنفسها من حيث اختيار الله لها لكان الصواب بيدها غير مردود ولا محسود ، وأما قولك : إنهم أبوا أن تكون لنا النبوة والخلافة ، فإن الله عز وجل وصف قوما بالكراهية فقال : * ( ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم ) * . فقال عمر : هيهات يا ابن العباس قد كانت تبلغني عنك أشياء أكره أن أقرك عليها فتنزل منزلتك مني . فقلت : يا أمير المؤمنين فإن كان حقا فما ينبغي أن تنزل منزلتي منك ، وإن كان باطلا فمثلي أماط الباطل عن نفسه ، فقال عمر : بلغني أنك تقول صرفوها عنا حسدا وبغيا وظلما . قال ابن عباس : فقلت : أما قولك يا أمير المؤمنين ظلما فقد تبين للجاهل والحليم ، وأما قولك حسدا فإن آدم حسد ونحن ولده المحسودون ، فقال عمر : هيهات هيهات أبت والله قلوبكم يا بني هاشم إلا حسدا لا يزول . قال : فقلت : يا أمير المؤمنين مهلا لا تصف بهذا قلوب قوم أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا . . . " [1] .
والواقعة التي يرويها المسعودي في كتابه مروج الذهب والتي جرت بين ابن عباس وبين الفاروق ( رضي الله عنهما ) تؤكد حدوث الانقلاب الفكري وانفلات التيار المغلوب الذي كان ساكنا في النفوس وملجوما أثناء حياته ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وقبل أن تتأسس دولة الخلافة الراشدة ، وسأورد النص الحرفي لهذه الواقعة .
النص الحرفي للقصة ذكر عبد الله بن عباس أن عمر أرسل إليه فقال : يا ابن عباس ، إن عامل حمص قد هلك وكان من أهل الخير ، وأهل الخير قليل ، وقد رجوت أن تكون منهم وفي نفسي منك شئ وأعياني ذلك فما رأيك في العمل ؟ قال ابن عباس : لن أعمل حتى تخبرني بالذي في نفسك . قال عمر : ما تريد إلى ذلك ؟ قال ابن عباس : أريده ، فإن كان شئ أخاف منه على نفسي خشيت منه عليها الذي خشيت ، وإن



[1] راجع الكامل في التاريخ لابن الأثير ج 3 ص 24 وراجع شرح النهج لعلامة المعتزلة ابن أبي الحديد ج 3 ص 107 أخرجه الإمام أحمد أبو الفضل بن أبي الطاهر في تاريخ بغداد ، راجع مجلد 2 ص 97 من شرح النهج وراجع كتابنا النظام السياسي في الإسلام .

278

نام کتاب : نظرية عدالة الصحابة نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 278
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست