نام کتاب : نظرية عدالة الصحابة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 26
الدليل الشرعي للتفاضل وسيلة التفاضل مكرسة بالشريعة الإسلامية وبروحها العامة . قال تعالى : * ( فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين ) * * ( تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض ) * . والتفضيل وارد حتى على مستوى الأسر والأقوام ، فها هو سبحانه وتعالى يخاطب بني إسرائيل : * ( أني فضلتكم على العالمين ) * * ( ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض وآتينا داود زبورا ) * * ( وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا ) * * ( وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا ) * * ( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة ) * . . . الخ . والتفضيل ضرورة لمعرفة الأفضل ومن هو المستحق لملء الوظائف العامة عملا بقوله ( صلى الله عليه وآله ) : من ولي على عصابة رجلا وهو يجد من هو أرضى لله منه فقد خان الله ورسوله . طبقات الصحابة إن الصحابة شرعا وعقلا وواقعا ليسوا بدرجة واحدة . فمنهم الصادقون وهم طبقات في صدقهم ، ومنهم الأقوياء وهم طبقات في قوتهم ، ومنهم الضعفاء وهم أيضا طبقات في درجات ضعفهم ، ومنهم المنافقون وهم أيضا طبقات في نفاقهم . أنظر إلى قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لمن أشار عليه بقتل عبد الله بن أبي رأس النفاق في المدينة : " لعمري لنحسنن صحبته ما دام بين أظهرنا " [1] فزعيم المنافقين حسب هذا النص صحابي ، وهو صحابي بالموازين المتفق عليها عند أهل السنة . ولو جارينا أهل السنة بحرفية فهمهم لتجمدت الحياة ولتجمد الفكر تماما . وبالرغم من أن أهل السنة قد أجمعوا أو أشاعوا الاجماع على أن الصحابة كلهم عدول ، إلا أن هذا لم يمنعهم من أن يعترفوا ضمنا بأن هذا التعميم غير واقعي وغير منطقي ويتعارض مع المقصود الشرعي . ولعل تقسيمهم الصحابة الكرام إلى طبقات أكبر شاهد على
[1] راجع الطبقات لابن سعد ج 6 ص 65 وراجع كتابنا النظام السياسي في الإسلام ص 103 .
26
نام کتاب : نظرية عدالة الصحابة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 26