نام کتاب : نظرية عدالة الصحابة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 24
وهو وحده الذي يثيب على هذا الإسلام . وانطلاقا من هذا الاعتقاد ، فقد كان النبي يكتفي بالظاهر ويترك البواطن لله . وسلوك الإنسان متروك للمستقبل ولرحمة الله وتأثير المجتمع المسلم عليه ، ولموقف الفرد من معارك الإيمان مع الكفر تحت قيادة النبي أو من ينتدبه . ومن الطبيعي أن النبي لم يقل لمنافق أنت منافق ، بل كان يدعو الله أن يستر على عيوب خلقه وأن يصلحهم ويهديهم ، مع أن القرآن الكريم حافل بالآيات التي تقرع بشدة المنافقين المنتشرين في عاصمته المدينة ومن حولها من الأعراب . وكشفت هذه الآيات أسرارهم وفضحت أضغانهم وعالجت أمورا واقعية ووصفت وشخصت حالات فردية لأشخاص كانوا يعتبرون صحابة بل وأقيمت الحدود على الكثير منهم . والشريعة وضعت صفات موضوعية لأعمال البر والتقوى ولأعمال الفجور . فمن توافرت فيه صفات معينة حشرته تلك الصفات بإحدى هاتين المجموعتين ، وترجمة الصفات وبيانها متروك لسلوك الإنسان ميدانيا . فالصدام مع الكفر لم يتوقف طيلة حياة النبي ، والإنسان بطبعه يعكس دائما حقيقة اعتقاده بسلوكه آجلا أم عاجلا . وبانتقال الرسول إلى الرفيق الأعلى ، كان كل مسلم من مواطني الدولة الإسلامية يعرف حقيقة موقعه في حوض التقوى أو في بؤرة الفجور ، وعرف الناس كلهم منازل بعضهم ، مع أن المجتمع المسلم ، خاصة مجتمع المدينة المنورة ، كان مجتمع صحابة ولكل واحد من أفراده صفة صحابي لغة واصطلاحا . ثم من يأمن مكر الله وما معنى الأمور بخواتمها ؟ إنه لا بديل من تقسيم الصحابة الكرام إلى مجموعتين كبيرتين : 1 - أفاضل الصحابة : وهم الأخيار الذين قامت الدولة على أكتافهم وتحملوا سخرية وأذى الأكثرية الكافرة حتى ظهر أمر الله وتمسكوا بأمر الله ووالوا نبيه ووالوا من والاه ، وانتقلوا إلى جوار ربهم وهم معتصمون بحبل الله ، فهؤلاء عدول بالإجماع ولا تشذ عن ذلك أية فرقة من الفرق الإسلامية . 2 - بقية الصحابة : وهم متفاوتون ، الله أعلم بهم ، فمنهم الصبي ومنهم المنافق . فالمنافقون الأشرار جعلهم الله في الدرك الأسفل من النار مع أنهم كانوا يتظاهرون بالإسلام ويسمون أيضا صحابة بكل المعايير الموضوعية المعروفة عند أهل السنة .
24
نام کتاب : نظرية عدالة الصحابة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 24