نام کتاب : نظرية عدالة الصحابة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 218
العقيدة عن العطاء ويحل غضب الله بالأمة ولا يزول إلا بإعادة الأمور إلى نصابها ووضع القيادة التي كيفها الله وعينها . ومن الطبيعي أن الله لا يكره المريض على تناول العلاج ، ولا يجبر الضال على سلوك طريق الهدى ، فما على الله إلا أن يقدم العلاج ويرغب المريض فيه ، ويبين طريق الهدى للضال ويشجعه على السير فيه ، فإذا رفض المريض العلاج مع سبق الاصرار فهو المفرط بحق نفسه ، وإذا رفض الضال طريق الهدى فجنايته على نفسه وعلى الذين ساروا خلفه . وهذه حال الذين رفضوا العقائد الإلهية ورفضوا موالاة الرسل ، أو كانوا على استعداد للنظر في العقائد الإلهية لكنهم غير مستعدين لموالاة الرسل . أشكال رفض التكييف الإلهي 1 - الشكل الأول : القبول بالعقيدة الإلهية وعدم القبول بولاية القيادة السياسية كالإيمان بنبي بني إسرائيل ورفض موالاة طالوت لأنه ليس الأحق بالقيادة حسب رأيهم ، فبين الله سبحانه وتعالى لهم أنه زاده بسطة في العلم والجسم ودعمه بالبينات فقبلوه مكرهين وانتهى الرفض إلى القبول . 2 - الشكل الثاني : الإيمان بالعقيدة الإلهية وعدم القبول بولاية القيادة السياسية من بعد النبي بتأويل مفاده أن الله لم يعين هذه القيادة إنما عينها النبي حسب اجتهاده كبشر ، وأنه لا حرج من مخالفة هذا الاجتهاد واختبار شخص آخر بدلا من الذي اختاره النبي ، لأن الذي اختاره النبي من بني هاشم ، والله قد أعطى الهاشميين النبوة والأفضل لمصلحة الجميع أن يهنأ الهاشميون بالنبوة وأن يتولى الخلافة غيرهم ، أضف إلى ذلك أن هذا الذي اختاره النبي به دعابة ، وعنده زهو بنفسه ، وما زال فتى ، وهنالك من هو أسن منه ، وهم مشيخة قريش . لكل هذه الأسباب آمنوا بالعقيدة الإلهية ورفضوا موالاة الرجل الذي كيفه الله وأعده رسوله وعينه خليفة من بعده . وهذا ما حدث لعلي بن أبي طالب .
218
نام کتاب : نظرية عدالة الصحابة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 218