responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نظرية عدالة الصحابة نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 188


وكان رأسه في حجر ابنه عبد الله فقال لابنه : ضع خدي بالأرض ، فلم يفعل فلحظه وقال : ضع خدي بالأرض لا أم لك الويل لعمر ولأم عمر إن لم يغفر الله لعمر [1] .
وبالرغم من شدة وجع أبي بكر فقد أوصى وكتب ما أراد ، وبالرغم من شدة وجع عمر فقد أوصى وكتب ما أراد ورتب أمر الشورى واطمأن أن عثمان سيكون الخليفة ، واطمأن أنه لا يسلط هاشمي على رقاب الناس حتى ولو كان ذا قوة وذا أمانة . ونفذت بدقة وصية الاثنين وسمح لهما بقولها وسمح لهما بالتوجيه بالرغم من اشتداد الوجع بكل واحد منهما . فعندما كتب كل واحد منهما وصيته كان ما زال رسميا على رأس عمله ( خليفة للمسلمين ) ومن حقه أن يمارس عمله ما دام حيا أو لم يعزل .
تلك حقيقة مسلم بها بالإجماع وقولا واحدا لا خلاف عليه . فكيف يسمح لأبي بكر ولعمر بالتوصية وكتابة ما أرادا ، مع أن المرض قد اشتد بكل واحد منهما أكثر من اشتداده برسول الله ويحال بين الرسول ( ص ) وبين كتابة ما أراد .
ألا يحق لمحمد ( صلى الله عليه وآله ) ما يحق لأبي بكر وعمر ( رضي الله عنهما ) ؟ هذا مع الافتراض أن محمدا على قدم المساواة مع أبي بكر وعمر ، وهذا افتراض مرفوض شكلا وموضوعا ، لأن محمدا نبي مرسل من الله وإمام بينما أبو بكر وعمر من الأتباع ، ومحمد يوحى إليه ، وقد أكد وقال أكثر من مرة أن أكثر ما كان يأتيه الوحي كان كان يأتيه وهو مريض . [2] والله يقول : * ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) * ويقول : * ( وما صاحبكم بمجنون ) * * ( ما ضل صاحبكم وما غوى ) * * ( إن هو إلا وحي يوحى ) * فكيف يتحول بطرفة عين من كانت هذه صفاته وملكاته إلى رجل حاشا له أن يهجر ! ! ؟ ولا يؤمن على كتابة وصية ! ! .
ومع أن هذه حقائق دامغة لا قوة في الأرض تستطيع أن تنكرها أو تدافع عنها ،



[1] راجع الإمامة والسياسة ص 21 - 22 والطبقات لابن سعد و ص 120 - 121 من كتابنا النظام السياسي على سبيل المثال .
[2] راجع الطبقات لابن سعد ج 2 ص 193 .

188

نام کتاب : نظرية عدالة الصحابة نویسنده : أحمد حسين يعقوب    جلد : 1  صفحه : 188
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست