نام کتاب : نظرية عدالة الصحابة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 16
النبي ( ص ) بنفسه قرابة عشر سنين ، أرسى خلالها قواعد النظام السياسي الإسلامي وبين عقيدة الإسلام بيانا كاملا من خلال نقل النص من النظر إلى التطبيق على كل صعيد ، ومن خلال إبراز روحها العامة . ومن المتفق عليه دستوريا أن مقومات الدولة - أية دولة - على الاطلاق تتكون من : 1 - شعب 2 - إقليم يستقر فوقه هذا الشعب 3 - سلطة تسوس هذا الشعب . وإذا أخذنا بالتعريف الذي أورده ابن حجر العسقلاني للصحابة فإن المعول لينال شرف الصحبة ويكون صحابيا هو : 1 - الالتقاء بالنبي محمد ( صلى الله عليه وآله ) سواء أكان هذا الالتقاء عن طريق المجالسة أو المحادثة أو المشاهدة . فمن شاهد النبي أو شاهده النبي فهو صحابي حتى ولو كان طفلا رضيعا لأن المشاهدة لا تنسب له إنما تنسب للنبي نفسه . 2 - الإيمان بالنبي أنه نبي ، فلو أخذنا برأي ابن حجر العسقلاني لوجب علينا أن نتأكد من حقيقة هذا الإيمان ، وهذا أمر خارج عن قدرة البشر ، وكان على ابن حجر العسقلاني أن يقول : مؤمنا به أو متظاهرا بالإيمان به . فعبد الله بن أبي زعيم المنافقين قولا واحدا هو من الصحابة بالإجماع . فقد قال النبي ( ص ) لمن أشار بقتله : " فلعمري لنحسنن صحبته ما دام بين أظهرنا " [1] . و عبد الله بن أبي سرح كان يكتب لرسول الله ثم افترى على الله الكذب ، وأباح الرسول ( ص ) دمه ولو تعلق بأستار الكعبة . وعند فتح مكة تشفع له عثمان ودخل في الإسلام لينجو بروحه . . . وهو صحابي شاء الناس أم أبوا [2] . ومثله الحكم بن العاص طريد رسول الله ( ص ) إذ طرده الرسول وحرم عليه دخول المدينة ، وبوفاة الرسول راجع عثمان أبا بكر ليدخله لكن أبا بكر رفض ، ولما مات أبو بكر راجع عثمان عمر ليدخل ولكن عمر رفض أيضا أن يدخله المدينة في عهده ،
[1] راجع الطبقات لابن سعد ج 2 ص 56 على سبيل المثال وراجع كتابنا النظام السياسي في الإسلام ص 103 . [2] راجع المعارف لابن قتيبة ص 131 و 141 .
16
نام کتاب : نظرية عدالة الصحابة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 16