نام کتاب : نظرية عدالة الصحابة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 97
الفصل الثاني الجذور السياسية لنظرية عدالة كل الصحابة النظام السياسي الإسلامي أ - اختلاف الواقع عن المثال النظام السياسي الذي تم تطبيقه في التاريخ السياسي الإسلامي بدءا من وفاة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) وحتى سقوط آخر سلاطين بني عثمان ، يختلف تماما عن النظام السياسي الإسلامي الإلهي الذي أنزله الله تعالى على عبده محمد ليسوس المسلمين في كل الأزمان . ومع الاصرار على الوجود المؤكد لهذا الاختلاف فلا بد من التوضيح بأن حجم هذا الاختلاف متفاوت من شخص إلى شخص ومن عهد إلى عهد . ومن نافلة القول أن نؤكد بأن هذا الاختلاف لا يخفى على ذي بصيرة لو تركنا التقليد الأعمى ، لأنه لو طبق النظام السياسي الإسلامي بعد وفاة الرسول بالشكل والمضمون الإلهيين لما : 1 - انهارت دولة الإسلام . 2 - ولما حدثت تلك الفتن والمذابح . 3 - ولما تفرقت الأمة الإسلامية . 4 - ولما توقف المد الإسلامي المبارك عند هذا الحد ولعم الإسلام العالم كله ، فغير تغييرا جذريا مجرى التاريخ البشري . في كتاب " تجربة في التاريخ العام " يقول الفيلسوف الإنجليزي ولز ، وهو أحد أبرز مفكري العصر الحديث : " لو أن الإسلام سار سيرته الأولى ولم تنشب الفتن لفتح العالم أجمع " [1] . وعلماء العالم العربي يعتقدون - وهذا مبلغهم من العلم - أن
[1] راجع كتاب شيخ المضيرة للأستاذ محمود أبو رية ص 173
97
نام کتاب : نظرية عدالة الصحابة نویسنده : أحمد حسين يعقوب جلد : 1 صفحه : 97