قال لي أحمد : لا تحدث عنه شيئاً ; وقال الآجري : سئل أبو داود عنه فقال : كان أحد الكذّابين ; وقال أبو حاتم : ليس بالمتين ; وقال إبن عديّ : عامة ما يرويه لا يتابع عليه ; وقال إبن عبد البر : ضعيف ، بل ذكر أنّه مجمع على ضعفه . مضافاً إلى أنه يروي الحديث عن أبيه عن جدّه ، وقد قال إبن حبّان : روى عن أبيه عن جدّه نسخة موضوعة لا يحلّ ذكرها في الكتب ولا الرواية إلاّ على جهة التعجب . وقال الحاكم : حدّث عن أبيه عن جدّه نسخة فيها مناكير " ( 1 ) . وفوق كل هذا لو سلّم بصحته هذا الحديث ، فهو خبر آحاد لا يقتضي علماً ولا عملا ، ولا ينهض لمعارضة حديث الثقلين المتواتر الذي رواه ما يزيد عن ثلاثين صحابياً كما تقدم . وأيضاً لو سلّم بصحته ، فإنّه - من ناحية المدلول - لا منافاة بين الوصية بالكتاب والسنة ، والوصية بالكتاب والعترة ، بل أنّ مفاد حديث الثقلين هو أنّ السنة يجب أن تؤخذ من العترة لا من غيرهم . وهذا ما فهمه علماء العامة كابن حجر الهيتمي ، حيث قال : " وفي رواية " كتاب الله وسنتي " وهي المراد من الأحاديث المقتصرة على الكتاب ، لأنّ السنة مبيّنة له ، فأغنى ذكره عن ذكرها . والحاصل : انّ الحث وقع على التمسك بالكتاب وبالسنة وبالعلماء من أهل البيت ، ويستفاد من مجموع ذلك بقاء الأمور الثلاثة إلى قيام الساعة " ( 2 ) . ومما يدل على ذلك أيضاً أن المتقي الهندي - مثلا - يورد كلا الحديثين في
1 - المصدر نفسه : 8 / 421 - 423 . 2 - أنظر : الصواعق المحرقة ، في الآيات الواردة عنهم ( عليهم السلام ) : 2 / 439 . .