والثَقَل : كل شيء نفيس مصون ( 1 ) ، وقال النووي : " سميا ثقلين لعظمهما وكبير شأنهما ، وقيل : لثقل العمل بهما " ( 2 ) . وأمّا دلالة الحديث : 1 - عصمة العترة من الخطأ ، حيث أخبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بأنّ عترته مع القرآن دائماً ، وكل من كان مع القرآن دائماً مصيب دائماً ، وكل مصيب دائماً معصوم ، فأهل البيت ( عليهم السلام ) معصومون ، فلو جاز عليهم الخطأ لأمروا بالخطأ ، ولا شيء من الخطأ يجوز التمسك به ، ولمّا وجب التمسك بهم مطلقاً كالقرآن وجب أن يكونوا معصومين . 2 - إنّ العترة ( عليهم السلام ) عندهم علم القرآن الذي فيه تبيان كل شي ، فيتعيّن الرجوع إليهم في أخذ معارفه وعلومه وسائر أحكامه لا إلى غيرهم ، وقد صرّح الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بأعلميتهم بصورة مطلقة في حديث قائلا : " ولا تعلّموهم إنّهم أعلم منكم " ( 3 ) . 3 - عدم صحة التمسك بأحدهما دون الآخر ، لأنّ الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) رتب الضلال على تركهما معاً ، وهذا يعني عدم هداية من يتمسك بالقرآن وحده وتخلف عن العترة ، بل لا يكون التمسك بالقرآن تمسكاً به بدون العترة لما يقتضيه قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " ولن يفترقا " .
1 - أنظر : القاموس المحيط ، مادة ثقل : 3 / 342 . 2 - أنظر : صحيح مسلم بشرح النووي : 15 / 175 ( 6175 ) ، كتاب فضائل الصحابة ، باب فضائل عليّ . 3 - أنظر : مجمع الزوائد للهيثمي : 9 / 163 ، الدر المنثور للسيوطي 2 / 60 ، كنز العمال : 1 / 188 ( 947 ) ، المعجم الكبير للطبراني : 5 / 166 ( 4971 ) .