نام کتاب : موسوعة من حياة المستبصرين نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 322
أجد سبيلا إلى هدايته - حسب اعتقادي - وبدأت أناقشه ، حتى تركز البحث حول مسألة الجمع بين الصلاتين ، فأخبرني قريبي بإمكانية الجمع ، وذكر لي ما أورده البخاري من روايات المجوزة لذلك ( 1 ) ، ولكنني حبّذت عدم مواصلة البحث معه في هذا المجال لأنّ الموضوع كان فقهياً ويعتبر من فروع الدين ، فقرّرت مناقشته في مسائل الأصول التي تمثل القاعدة في بنية العقيدة . وكانت البداية هي البحث عن التوحيد باعتباره الأصل الأوّل من المسائل الاعتقادية ، فالوهابية تعتقد أنّه تعالى بذاته موجود على العرش ، وبعلمه يتواجد في كلّ مكان ، ولم يكن لي علم بمصدر هذا التقسيم ! لكنني كنت أعلم بأنني موظف باتباع ما يملي عليَّ العلماء من دون مناقشة ذلك ، وكان قريبي الشيعي متفتحاً وواعياً لا يقول شيئاً إلاّ عن علم ودراية ، فبدأ يسرد لي الآيات التي تنزه الله عزّ وجلّ عن ذلك . فحاولت أن أقيّده ليتمسك بظاهر الألفاظ ، وأن لا يتخطي عن دائرة الألفاظ إلى مجال المعاني ، فبدأ قريبي يستشهد لدعم تنزيهه جلّ وعلا بالروايات الواردة في هذا الخصوص ، ومن هنا دخلنا في موضوع الأحاديث ومصداقية كتب الحديث عند أبناء العامة وحجيتها ، فسجّلت نقاط الخلاف بيننا وبين الشيعة ، وقرّرت الرجوع إلى أحد الأساتذة الوهابيين لأحصل على إجابة الإشكالات التي ذكرها قريبي . وبالفعل ذهبت لأحد الأساتذة وشرحت له ما جرى بيني وبين قريبي من حوار حول التوحيد ، وقدّمت له الورقة التي دوّنت فيها الإشكالات ونقاط
1 - أنظر : صحيح البخاري ، باب وقت المغرب ، وباب وقت العصر ، وقد مر ذلك في هذا الكتاب .
322
نام کتاب : موسوعة من حياة المستبصرين نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 322