نام کتاب : موسوعة من حياة المستبصرين نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 316
وعرضة للضياع . . . . لماذا أخرج الإمام الحسين ( عليه السلام ) عياله معه ؟ إنّ الأحداث الرهيبة التي جرت في واقعة كربلاء جعلتني أتساءل عن الداعي الذي حدا بالإمام الحسين ( عليه السلام ) لإخراج عياله معه ؟ راجعت كتب التاريخ والسير لعلّي أجد السبب في ذلك ، فعثرت على إحدى الحقائق الهامّة التي أفصح عنها أبو الفرج الإصفهاني بقوله : " بعد خروج الحسين ( عليه السلام ) أمر عمرو بن سعيد بن العاص صاحب شرطته على المدينة ، أن يهدم دور بني هاشم ، وبلغ منهم كل مبلغ ! ! " ( 1 ) . فتبيّن لي عندئذ لؤم ودناءة نفسية الأمويين ، وعرفت سبب إخراج الإمام الحسين ( عليه السلام ) أهل بيته معه ، فإنّ بني أميّة إذ عمدوا إلى هدم الدور الخالية للتنكيل ببني هاشم ، فما عساهم أن يفعلوا بإخوة وأبناء ونساء الحسين ( عليه السلام ) لو ظفروا بهم ؟ ! فإنّهم من المؤكد سيكونون عرضة للذبح والانتهاك . . . " . وفي الحقيقة أنّ هذه الضغوط من مبتكرات الأمويين وسماتهم التي كانوا يتخذونها لإخضاع المعارضين ، وليس بالمستبعد من يزيد بن معاوية أن يبادر إلى قتل واحد من آل الحسين ( عليه السلام ) في كلّ يوم ما لم يأت الحسين ( عليه السلام ) ويسلّم نفسه ! ، وليس هذا الأمر بمستبعد من آل أميّة خصوصاً وأنّ التشفي طبيعة نسجت عليها أوصالهم ، وتعامل هند زوجة أبي سفيان مع جسد حمزة بن عبد المطّلب الطاهر في أُحد ، بمضغها كبده وتمثيلها بجسده الشريف ، خير شاهد على عدم استبعاد ارتكاب هذه الجرائم من هذه الشجرة الخبيثة .