نام کتاب : موسوعة من حياة المستبصرين نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 140
قصدها لما فيها من آثار تربوية وأخلاقية تبعث الإنسان إلى تغيير منهجية سلوكه حين يرى ضيق وظلمة منزله الأخير الذي سوف يسكن فيه ، فيرق عندها قلبه ويتذكر الآخرة . وفي ذلك الموقف وفي مثل تلك الأجواء المليئة بالعبر والموعظة شاءت ، العناية الربانية بألطافها أن تفتح له نافذة النور . فيقول الأخ بشير : " عندما كنت في المقبرة أقبل جمعٌ يحملون على أكتافهم جنازة ، تحيطهم هالة من اللوعة والأسى والحزن ، حتى جاؤوا بها إلى حفيرة قد أُعدّت من قبل ، فوقفت عند ذلك القبر منكسراً باكياً ، حتى اعترتني حالة من الكآبة لما شاهدت من منظر إنزال الجنازة في القبر وتسوية التراب عليها ، فراجعت في تلك اللحظة نفسي وفكرت في أمري فشعرت بالندم على كل لحظة أضعتها فيما سبق من عمري ، وتسويلي لنفسي وعدم اهتمامي بآخرتي ، فبكيت على نفسي واستغفرت ربّي من سوء فعلي ، وعزمت على إصلاح أمري وتطهير سريرتي " . ويواصل بشير حديثه قائلاً : " وبينما أنا في تلك الحالة إذ طلب أحد المرافقين للجنازة من الحضور مراعاة الهدوء ليشرع بتلقين الميّت ، فانتبهت إليه وبدأت أُصغي إلى كلامه بوعي وتدبّر ، فبدأ الشخص ينادي الميت باسمه وكأنّه يخاطب ضميري : يا فلان بن فلان ! يرحمك الله اُذكر ما خرجت من الدنيا شهادة أنّ لا إله إلاّ الله ، وأنّ محمّد عبده ورسوله ، وأنّك رضيت بالله ربّاً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمّد نبيّاً ، وبالقرآن إماما ( 1 ) . . . .
1 - الجدير بالذكر أن جميع أبناء العامة - إلاّ الشوافع - لم يستنّوا بسنة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في مسألة تلقين الميت ، وقد ذكر الشوكاني في نيل الأوطار كتاب الجنائز باب الدعاء للميت بعد دفنه : ما ذكره الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في هذا المجال ( 4 / 97 ح 1480 ) ، وأنظر في هذا المجال : المعجم الكبير للطبراني : 8 / 298 - 299 ( 7979 ) ، ومجمع الزوائد للهيثمي الجزء الأول والثاني .
140
نام کتاب : موسوعة من حياة المستبصرين نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 140