وطالما كان يطرق سمعي في تلك الأجواء الحديث عن الشيعة وما يشنّع عليهم ، فأحببت أن أقف بنفسي على حقيقة أمرهم . فكانت أولى خطوات بحثي هو الاستفسار من أحد أساتذة المدرسة حول عقائد الشيعة ، فأجابني قائلاً : إنّهم مسلمون ومشكلتهم هي سجودهم للتربة ، وتجويزهم نكاح المتعة و . . . ، ورغم ذلك يعتبرون طائفة لها مكانتها العلمية والثقافية في العالم الإسلامي . ومن هناك انطلقت لأتعرف على حقيقة الأمر ، فكان لا بد لي من التحرّي والبحث بنفسي ، ووجدت أفضل الطرق للتعرّف على الشيعة في بلدنا هو الذهاب إلى مساجدهم ، وبالفعل توجهت ذات يوم نحو أحد مساجد الشيعة وصادف وقت صلاة المغرب ، فأديت الصلاة معهم جماعة وكنت أراقبهم لأرى كيفية صلاتهم وسجودهم للتربة ، ولكني رأيت الأمر بخلاف ما حدّثنا به مشايخنا ، لأنّي وجدت البعض يسجدون على ورق الأشجار والبعض الآخر يسجد على الأخشاب ! فعدت إلى أستاذي مستفسراً منه حقيقة الأمر ؟ ! فأجابني مستغرباً : لعلهم غيّروا طريقة سجودهم ! . الخطوات الأولى لمعرفة التشيع : لم أقتنع بمقولة أستاذي ، وللمزيد من الاطلاع قرّرت الالتحاق بمدرسة ( دار الهدى ) الشيعية ، وبصورة غير علنية لعلّي أصل إلى حقيقة أمر هذه الطائفة من خلال دراسة كتبهم ومؤلفاتهم ، وبعد فترة من إلتحاقي بها أخبرت والدي بالأمر ، فقال لي : بني ابذل قصارى جهدك في البحث وتعرّف على المذاهب واستمع إلى أقوالهم واتّبع أحسنهم ، فشجّعني قول أبي للمطالعة والبحث ، وأخذت أقارن بين عقائدي وعقائد المذهب الجعفري .