وتجدر الإشارة إلى إحدى الإحصائيات التي قام بها الشيخ محسن العبّاد أحد مشايخ العربية السعودية حول المهدي ( عليه السلام ) ، وقد نشر بحثه في مجلة الجامعة الإسلامية الصادرة بالمدينة المنورة ، ذكر فيه رواة حديث المهدي ( عليه السلام ) من الصحابة وعددهم ستة وعشرون راوياً ، وذكر أنّ الأئمة الذين خرّجوا الأحاديث والآثار الواردة في المهدي ( عليه السلام ) يبلغ عددهم ثمانية وثلاثين ، كما أورد أسماء عشرة مؤلفين من كبار علماء العامة كتبوا في قضية الإمام المهدي ( عليه السلام ) ، منهم من ألّف كتاباً مستقلاً في هذا المجال ، ومنهم من كتب فصلا أو أكثر . كما علّق كبير علماء السعودية - في وقته - عبد العزيز بن باز ( ت 1420 ه ) على محاضرة للشيخ العبّاد حول المهدي قائلاً : " . . . فأمر المهدي أمر معلوم ، والأحاديث فيه مستفيضة ، بل متواترة متعاضدة ، وقد حكى غير واحد من أهل العلم تواترها ، كما حكاه الأستاذ في هذه المحاضرة ، وهي متواترة تواتراً معنوياً لكثرة طرقها واختلاف مخارجها وصحابتها ورواتها وألفاظها ، فهي بحق تدل على أنّ هذا الشخص الموعود به أمره ثابت وخروجه حق " ( 1 ) . المهدي من العترة الطاهرة : وهذا الموعود هو من عترة النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الطاهرة التي أذهب الله عنها الرجس وطهرها تطهيراً ، وهو من سلالة يصفها العلامة النورسي - من علماء العامة - : " ليس في الدنيا قاطبة عصبة متساندة نبيلة شريفة ترقى إلى شرف آل البيت ومنزلتهم ، وليس فيها قبيلة متوافقة ترقى إلى اتفاق آل البيت ، وليس فيها مجتمع أو جماعة منوّرة أنور من مجتمع آل البيت وجماعتهم .
1 - أنظر : مجلة الجامعة الإسلامية / ذي القعدة - 1389 ه : 162 .