الكثير من مجريات الأمور ، وأدّت إلى تغيير الاتجاهات الفكرية نتيجة معرفة الأُمم بثقافات ومباديء الطوائف الأُخرى . وإنّ المجتمعات بدأت تقترب بعضها من بعض بعد اتساع وسائل الإعلام ، وبذلك تلاشت القلاع المحصّنة التي كان يتدرع بها من بيده زمام الأمور ، ليهيمن بذلك على عقول مجتمعه ويمنعهم من معرفة الأمور المحيطة بهم والأفكار والمعتقدات الأخرى لسائر الأُمم ، ويحصرهم في أجواء الجهل الذي يحقق في ظلّه رغباته ومآربه بسهولة ، من دون أن تكدّر عليه جهة من الجهات المعارضة . فبعد أن كثرت الاتصالات تفتّحت ذهنية المجتمعات المعاصرة ، وأصبح بإمكان طالب الحقيقة أن يجد بغيته بسهولة ، من دون أن يمنعه من ذلك عائق . منهجية الحوار الصحيح في عالمنا المعاصر : بازدياد وسائل الإعلام وكثرة الجامعات والبعثات الدراسية وطباعة الكتب وانتشار الصحف واختراع الانترنت ، أصبحت المجتمعات تقرأ وتطّلع على الثقافات الأُخرى وتقارن بينها وبين ما هي عليه . ومن هنا أصبح إلصاق التهم بالمذاهب الأُخرى والتشنيع والتهريج عليها أسلوب فاشل ومحاولة مفضوحة لا جدوى فيها ، لأنّ الحقائق بدأت تتجلى بوضوح لعامة الناس بعد زوال موانع تعرّفهم المباشر على آراء ومعتقدات الآخرين ، فقلّت بذلك الصراعات الدموية التي كانت تقع بين الطوائف الإسلاميّة نتيجة تفشي الجهل والحصر الإعلامي والانغلاق وكبت الأفكار ، وأصبح الحوار الموضوعي في أجواء الانفتاح هو الحلّ الوحيد لتثبيت المعتقدات والدعوة إليها في عالمنا المعاصر . ومن هذا المنطلق تمكّن الكثيرون من التعرف على التشيع ، بحيث توفّرت