المسلمين وتعيد الثقة في نفوسهم ليرفضوا الظلم والطغيان ، ولهذا شنّت هذه الحكومات هجماتها المكثفة ضدهم . مواقف الشيعة إزاء الإعلام المضاد : والشيعة لم يكن بأيديهم ذلك الإعلام الذي يدافعون به عن أنفسهم ليلفتوا انتباه الآخرين ، ويوضحوا لهم الحقائق ويبيّنوا لهم أنّ الإمام عليّ ( عليه السلام ) أحقّ بالخلافة بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وأنّ عترة الرسول ( عليهم السلام ) هم المرجع للأُمة بعده ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . كما أنّ الشيعة لم يكن ينقصهم الأدلة لإثبات معتقدهم ، ولكن كان يعوزهم الإعلام ليلفتوا انتباه الناس إلى هذا الأمر ويبيّنوا لهم الحقائق ، لأنّ المجتمع كان على أثر إعلام الحكومات الجائرة يجهل حقيقة أمر أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وكانت السلطات الحاكمة قد رسّخت في أذهانهم أموراً تخالف الواقع ، فكان من الضروري لمثل هكذا مجتمع أن يتحرك دعاته الصالحين ويلفتوا انتباه الناس إلى الحقائق ومسار الإسلام الصحيح بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . ومن هذا المنطلق اتخذت الشيعة مواقف عديدة لتبيين أحقيتهم ، وإلفات انتباه الناس إلى ولاية أهل البيت ( عليهم السلام ) ، ومن هذه المواقف يمكننا ذكر موقفين كان لهما الدور البليغ في توعية الناس ، وإبطال الإعلام المضاد للمخالفين ، وإزدهار التشيع وانتشاره في أقطار الأرض . الموقف الأوّل : إحياء نهضة الحسين ( عليه السلام ) : إنّ الشيعة بذلوا اهتماماً خاصاً لإحياء نهضة الإمام الحسين ( عليه السلام ) فسلطوا الضوء عليها ، لأنّها كانت حركة تبناها الإمام الحسين ( عليه السلام ) وأعانه على ذلك أنصاره ، ليغرسوا الوعي في المجتمع وليلفتوا أنظاره إلى واقع الأمر ، وما حلّ بشريعة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من تحريف وتلاعب من بعده ، ومن هنا تصدى الشيعة