كما أنّ هذه الملكة جعلته يتعمق في المسائل الفكرية والاعتقادية التي يواجهها ، فكان يتابعها ليصل إلى النتائج المطلوبة ويعيّن موقف أزائها . يقول الأخ آتوماني : " في أحد الأيام سمعت بمذهب يطلق عليه الإمامية فدفعني حبّ الاستطلاع لأنّ أتعرف على أتباعه ، فقصدت أحد مساجدهم في مدغشقر ، وهو مسجد خاصّ بالهنود والباكستانيين الذين يدعون بالخوجة . فما أن دخلت مسجدهم وإذا أفاجأ ببعض الأمور التي لم أكن آلفها من قبل في مساجدنا ! ! ككيفية أذانهم ، إذ رأيتهم يأتون بعد الشهادة بالرسالة لنبيّنا محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بشهادة أُخرى وهي الشهادة بالولاية لأمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ) فأستغربت من ذلك ! وعزمت على البحث عن حقيقة هذا الأمر ، وعن الدافع والمحفّز الذي دعاهم للإتيان بهذه الشهادة " . أهمية الحوار الهادىء في البحث : ويضيف آتوماني : " كان لي إستاذ يعينني في الشؤون الدينية وكنت أتلقى منه معالم ديني والتجىء إليه حينما يعترضني سؤال أو شبهة ، لأنّني كنت أجده متمعّناً وفاضلاً في المسائل الدينية ، وكان يتيح لي المجال للبحث والحوار ولا يقابلني بشدّة ، لأنّه كان يرى أنّ السؤال والاستفسار حالة طبيعية لا بد أن يمرّ بها الإنسان الباحث حتى يصل إلى الحقيقة ، ومن هذا المنطلق لم يكن متعنتاً في مبادئه أو متعصباً كغيره ممن كانوا لا يسمحون للباحث أن يستشكل عليهم ، فإنّ البعض يقابلون السائل بقوّة وعنف ويرمونه بالكفر والضلال وينسبون مقولاته إلى الفرق المنحرفة ، بحيث يجعلونه يخشى أن يوجّه إليهم سؤالاً أو إشكالاً خوفاً على سمعته وماء وجهه ، وخشية أن يتهموه بالانحراف ! . ولكن إستاذي لم يكن من هذا القبيل ، فقصدته لأسأله عن مسألة الأذان