نام کتاب : موسوعة من حياة المستبصرين نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 499
وأخرجه أحمد بن حنبل في المسند في مواضع متعددة ( 1 ) . دلالات رزيّة الخميس : مما يلاحظ في هذا الحديث من قوله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) " أئتوني بكتاب " لم يكن الأمر للإرشاد وإنّما هو دال على الوجوب ، وذلك : أوّلاً : إنّ قول " لا تضلوا " يشير إلى أنّ الكتاب الذي كان يريد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كتابته إنّما هو يوجب العصمة من الضلال ، وهو أمر يجب الحصول عليه امتثالاً لأمر النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ولأهمّية مضمونه . ثانياً : إنّ استياء النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من فعلهم ، وأمره لهم بالقيام ، مع سعة ذرعه وشدّة تحمله وعظيم خلقه ، دليل على أنّهم ارتكبوا أمراً عظيماً ما كان لهم أن يقترفوه . ثالثاً : إنّ النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان في حالة الاحتضار ، فهو مشغول بنفسه ويصعب عليه كتابة الكتاب ، وهذا يوحي أنّ المقام لم يكن مقام الأوامر الإرشادية ، بل أنّه يستوجب الأوامر الالزامية المهمّة . رابعاً : موقف ابن عباس وتوصيفه للحادثة بالرزية وبكاؤه بعد انقضاء الحادثة دليل عن أنّ مخالفة أمر النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان فعلاً محرّماً قد فقدت الأمّة خلاله أمراً كان يستهدف عصمتها من الضلال . ومن هنا فإنّ استصغار البعض للحادثة ، إنّما هو محاولة لتبرير موقف عمر ومعارضته لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ! ، وهذا التبرير لا يصلح أن يكون قرينة لما يبتغوه ، لأنّ عمر كان كثيراً ما يعترض على رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في مواقف كثيرة ومشهورة .
1 - مسند أحمد بن حنبل : 1 / 222 ، 293 ، 324 ، 336 ، 355 .
499
نام کتاب : موسوعة من حياة المستبصرين نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 499