نام کتاب : موسوعة من حياة المستبصرين نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 379
الْمَرافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ . . . ) ( 1 ) ، وفي هذا دلالة على عدم عطفها على الأيدي حتى يجب فيها الغسل ، وأنّ الذين قرؤوا بالنصب من القرّاء السبعة متساون مع الذين قرؤوا بالجرّ ، وأنّ الأصل في العطف عند علماء العربية أن يكون على أقرب المذكورات دون أبعدها . فعلى هذا توجب القراءة بالنصب أن لا يكون العطف على الأيدي ، بل العطف على الرؤوس في المعنى دون اللفظ ، لأنّ الرؤوس في محلّ النصب لفعل ( امْسَحُواْ ) ، وإنّما جرّت بعارض وهو الباء ، والعطف على الموضع دون اللفظ جائز ومستعمل في لغة العرب ، وهذا لا يخفى على كلّ من درس قسطاً من النحو . فاقتنعت باستدلالهم وصرت أعمل وفق مذهب الإمامية في هذه المسألة . وهكذا توالت المناظرات بيني وبينهم حول مسائل عديدة ، وكنت أجد نفسي في كل مرّة أمام أدلّة قوّية ومتينة لا مجال لمعارضتها وعدم التسليم لها ، حتى آل بي الأمر أن أندفع إلى البحث بصورة موضوعية ومعمقة حول التشيع . الإمامة عند الشيعة : بدأت بمطالعة ما وقع بيدي من كتب الشيعة كي تتضح لي صورة هذا المذهب ومعتقداته ، فعرفت بعد ذلك أنّ الشيعة تعتبر الإمامة بالنصّ ، وترى أنّ الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لم يترك الأمّة من بعده سداً ، بل نصب لهم من قبل الله عزّ وجلّ اثنى عشر إماماً قد اصطفاهم الله تعالى لهذا الأمر . فقرّرت بعدها مطالعة سيرة رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) والتمعّن بتاريخ صدر الإسلام ، لا سيما فيما يتعلق بالصحابة ، لقناعتي أنّ سبيل معرفة الإسلام وعقائده الحقّة هو
1 - المائدة : 6 .
379
نام کتاب : موسوعة من حياة المستبصرين نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 379