نام کتاب : موسوعة من حياة المستبصرين نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 378
طالب العلم ينبغي أن لا يكون متعصباً في معتقده ، بل عليه أن يكون شجاعاً في تتبعه وأبحاثه ، وأن لا يخشى ما يرد عليه من شبهات ، وعليه أن يحاول بجهده وسعيه التعرف على الحقيقة وطلبها حيث ما كانت . وبهذا الهدف دخلت المدرسة الخاضعة لإشراف علماء الشيعة ، وكان أغلب الطلبة من معتنقي مذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وكنت أؤدي تكاليفي العبادية في المدرسة وفق المذهب المالكي ، ولم أجد منهم أيّ ردود فعلٌ سلبية ، بل كانوا يحترمونني ويكنّون لي كل التقدير ، لعتقادهم أنّ الحوار الهادىء هو الحلّ الوحيد الذي لا بد أن يتّبع لتصحيح أفكار الآخرين ، وأنّ الاستهزاء والتشنيع سبلٌ فاشلة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . كما أنّهم كانوا يلاحظون الأجواء لفتح الحوار مع من يخالفهم في الفكر أو المعتقد ، والحوار يتطلّب أجواء هادئة ونفسيّة مستعدّة من قبل الطرفين ، فلهذا ينبغي اجتناب الحوار في الأجواء التي لا تتناسب مع هذا الأمر . وكان الملاحظ فيهم أيضاً مراعاتهم لجميع الضوابط المطلوبة في الحوار ، فكانوا يحاولون تعيين الموضوع وتحديد نطاق البحث قبل الحوار ، وذلك للوصول قدر الإمكان إلى النتيجة ، حتى لا يتشعّب البحث في مواضيع متعدّدة فيعرقل الحوار ويجعله عقيماً من دون ثمرة . ومن هنا جرى بيني وبينهم العديد من النقاشات العقائدية المختلفة ، وكان أحد محاورها كيفية الوضوء والقول بالمسح أو الغسل للأرجل . كيفية الوضوء عند الإمامية : كان احتجاج زملائي الشيعة على أنّ كلمة ( وأَرجلَكُم ) وردت بحالة النصب في قوله تعالى : ( . . . إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى
378
نام کتاب : موسوعة من حياة المستبصرين نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 378