نام کتاب : موسوعة من حياة المستبصرين نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 372
أخبر بما رأت عيناه ، فقال : ( لَقَدْ رَأى مِنْ آياتِ رَبِّهِ الْكُبْرى ) ( 1 ) ، فآيات الله غير الله ، وقال : ( وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً ) ( 2 ) ، فإذا رأته الأبصار فقد أحاط به العلم ووقعت المعرفة . فقال أبو قرّة : فتكذب بالرواية ؟ فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : إذا كانت الرواية مخالفة للقرآن كذّبتها ، وما أجمع المسلمون عليه أنّه لا يحاط به علماً ، ولا تدركه الأبصار ، وليس كمثله شئ " ( 3 ) . مناقشة الأشعري في مسألة الرؤية : قد حكم أبناء العامة - مع شديد الأسف - بالضلال والزندقة على من يخالف الرؤية والتجسيم ! وساقوا لذلك أدلّة عقلية - حسب زعمهم - تؤكد رأيهم ، كقول الأشعري : " ومما يدلّ على رؤية الله سبحانه بالأبصار : أنّ الله عزّ وجلّ يرى الأشياء ، وإذا كان للأشياء رائياً فلا يرى الأشياء إلاّ من لا يرى نفسه " ( 4 ) . والوهم الذي وقع فيه الأشعري هو أنّه أجرى على الله تعالى ما يجري على الإنسان ، فحتّم الرؤية عليه سبحانه ! لأنّه قدّر حصول المقابلة بين العين والمرئي أو حكم المقابلة - كما في رؤية الصور بالمرآة - وهذا أمر تحكم به الضرورة ، فإذا كانت ماهية الرؤية هكذا فلا يمكن تحققها فيما إذا تنزّه الشيء عن المقابلة أو الحلول في المقابل . ومن الواضح أنّ الله تعالى ليس بجسم حتى تتحقّق فيه المقابلة !