نام کتاب : موسوعة من حياة المستبصرين نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 297
هواها ، وتأولّه على ضوء ما ترتئيه ، وبادر من في قلوبهم مرض للتشبث بمتشابه القرآن ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويلها ، وهو ما يحز في النفس ويجعلها حائرة في أمرها . ومن هنا التبس الأمر لدى الكثير ، فتزلزلت معتقداتهم بعد فقدانهم المصادر الأصيلة التي توصلهم إلى سنة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وفقدت شجرة الإسلام الأجواء المناسبة لنموها وإزدهارها ، فجفت أغصانها وبدأت تتحطم بمجرد أي تيار معاكس يتحداها من الخارج ، مما تترك أثراً سلبياً ملحوظاً في الواقع الاجتماعي للمسلمين . مصير الأمّة بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : هناك تساؤل يشغل بال كل باحث ، ويبعث في نفسه الاستغراب ، وهو متعلق بما حدث بعد رحلة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . فهل كان الأمر بالصورة التي يذكرها أبناء العامة ، وهل ترك رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أمّته من بعده سداً ، تتقاذفها الأهواء من دون أن يجد المسلمون ملجأً يلتجئون إليه ، ومحوراً يلتفون حوله لصيانة أنفسهم من الانحراف ؟ . يقول الأخ شريف أحمد : " هذا ما كنت أعانيه في أبحاثي ! ولكن التتبع بيّن لي عكس ما ذهب إليه أبناء العامة ، وأتضح لي أنّ الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان يدرك أنّ الأمّة تحتاج من بعده إلى من يرشدها ويهديها ، وأنّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان على علم بأنّ بعض أهل المدينة مردوا على النفاق ، وأنّ أوكارهم قد عشعشت في كل مكان ، وكانوا ينتهزون الفرص لإفراز سمومهم في الأمّة الإسلامية ، ليطيحوا بمبادئ الإسلام إحياءاً للجاهلية الأولى . كما أنّه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان يعلم بأنّ أمّته تحيطها أعراف وعادات أجنبية ، وأديان
297
نام کتاب : موسوعة من حياة المستبصرين نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 297