نام کتاب : موسوعة من حياة المستبصرين نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 273
بعاقبة أمرنا ! . وكان يؤكد لي بقوله : بنيّ سل عن دينك كي تبرء ذمتك ! ، وكان يرشدني لقراءة بعض الكتب ويوصيني بالتمعن والتأمل في مضامينها ، وأن أستفسر عما كان غامضاً فيها . وبالفعل أخذت أقرأ وأبحث ، حتى اقتنعت ببعض المسائل ، وجعلت أناقش في الأخرى ، وأتذكر أنّي توقفت في بعض المفاهيم ، كالعصمة وآية التطهير وسبب عدم شمولها لنساء النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ؟ ! " عصمة أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) : إنّ العصمة في الحقيقة ضابط يؤدّي إلى حفظ شريعة الله تعالى نظرياً ، وصيانتها من العبث تطبيقياً ، وكما قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) في تبيينه لمعنى المعصوم : " هو الممتنع بالله من جميع محارم الله ، وقال الله تبارك وتعالى : ( . . . وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلى صِراط مُسْتَقِيم ) ( 1 ) " ( 2 ) . فهي حالة معنوية توجد بفضل الله سبحانه وتعالى ، وطالما كانت هذه الحالة بفضله ومنّه ولطفه ، فلا بد من وجود دليل - يكشف عن وجودها في المعصوم - من قبله جلّ وعلا ، ولذا لا تقبل دعوى العصمة من أي أحد كان . وليست العصمة فكرة إبتدعتها الشيعة ، وإنّما هي حقيقة دلّ عليها - في حق العترة الطاهرة - القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة ، فهي عقيدة إسلامية صرفة ، مؤكدة في مصادر التشريع . ولا يمكن تصور خلافة الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بدون العصمة ، لأنّ للخلافة دوراً
1 - آل عمران : 101 . 2 - أنظر : معاني الأخبار للصدوق باب معنى العصمة : 132 .
273
نام کتاب : موسوعة من حياة المستبصرين نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 273