نام کتاب : موسوعة من حياة المستبصرين نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 249
فاضربوا بقولي الحائط " ( 1 ) . ويصرّح بذلك أيضاً أحمد بقوله لرجل : " لا تقلدني ولا تقلدن . . . ، وخذ الأحكام من حيث أخذوا من الكتاب والسنة " ( 2 ) . فآراء الأئمة الأربعة ومقولاتهم هذه تؤكّد أنّ مذاهبهم لا قابلية لها في ذاتها على البقاء ، بل كان بواسطة وصول أصحابها إلى سدّة السلطة كما قال الدهلوي : " فأيّ مذهب كان أصحابه مشهورين وأسند إليهم القضاء والإفتاء واشتهرت تصانيفهم في الناس ، ودرسوا درساً ظاهراً انتشر في أقطار الأرض . . . وأيّ مذهب كان أصحابه خاملين ولم يولوا القضاء والإفتاء ولم يرغب فيهم الناس اندرس مذهبهم بعد حين " ( 3 ) . مذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) : في خضم هذه الأجواء كان مذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) ينشر ما عنده من علوم ومعارف حتى تمكّن أن يبقى قائماً بذاته ، على الرغم من توجيه الحملات الظالمة له ولأتباعه الذين أصبحوا غرضاً للتهم ، وكانوا في نظر السلطات خارجين عن الإسلام . والواقع أنّ السبب الوحيد في بقائه وديمومته أستقائه التعاليم من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) عن طريق العترة الطاهرة ( عليهم السلام ) ، الذين تحمّلوا ما تحمّلوا في سبيل إبقاء مدرسة آل محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) شاخصة ومستقلة عن تأثير السلطات .