نام کتاب : موسوعة من حياة المستبصرين نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 194
" نيجيريا " على وجه الخصوص . فأخذتُ أتردّد على بعض أماكن الشيعة اللبنانيين ، إذ كانت لهم مراسيم إضافة إلى صلاة الجماعة والمحاضرات التوجيهيّة ، متمثّلة بالدعاء - وهو ما نفقده - فكنت أحضر معهم في ليالي الجمع لقراءة دعاء كميل ، فوجدته دعاء عالي المضامين ، يتجلّى فيه التوحيد الخالص ، ويحصل فيه للمؤمن الانقطاع التام إلى الله ، والتوكّل الحقيقي عليه ، والتعلّق العجيب به سبحانه ، فراق لي الأمر فأكثرت من التردّد عليهم ، حتى نشأت علاقة طيبة بيني وبينهم ، فأهدوني بعض الكتب الشيعيّة . مشكلة الفراغ العقائدي : وبالرغم من انتمائي لإحدى المدارس الدينيّة وجدت نفسي غير قادر على استيعاب محتويات هذه الكتب - رغم بساطة طرحها - لأنّنا في الحقيقة لم ندرس سوى الفقه ، ولم يكن لنا إلمام بالعقائد أو التاريخ أو . . . فازدحمت في ذهني الأسئلة والاستفسارات ، وقلت في نفسي : أين نحن من هذا التراث الضخم لهذه الطائفة ؟ ! ثمّ لماذا نحن مبعدون عما في بعض كتبنا ؟ ! ولم يكن أمامي سوى الشيعة لأسألهم عمّا في هذه الكتب . ولحسن الحظّ كانت علاقتي بأحّد الأخوة اللبنانيين وطيدة ، وكنت معجباً به لسعة ثقافته وحسن أخلاقه ، فطلبت منه العون فيما كان غامضاً عليَّ ، وبدأت أبحث معه في الأمور الخلافية بين الفريقين والتي يقرّ بها أبناء العامة أنفسهم . وقد كانت كتب الفخر الرازي والسيوطي لا سيّما تفسيره الدرّ المنثور ، وينابيع المودّة للقندوزي الحنفي ، والإمامة والسياسة لابن قتيبة و . . . فضلا عن
194
نام کتاب : موسوعة من حياة المستبصرين نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 194