نام کتاب : موسوعة من حياة المستبصرين نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 151
وتقول الأخت تأنيا : " كان يعيش أكثر من 50 % من الناس ، وأكثر من 60 % من الشباب والشابات في منطقتنا حالة الوحدة ، رغم علاقات الصداقة والرفقة والصلات العائلية والأسرية الظاهرية ، بل أنّ جميع الصلات الإنسانية في شكلها المادي والظاهري من قبيل الترفيه واللهو واللعب وغيرها ، كان لا يطيقها هؤلاء إلاّ لبضع ساعات من ليلهم ونهارهم ، فيما يمضون ما تبقى من عمرهم في غرفة أو شقة منزوين عن الآخرين " . بدء الرحلة من الظلمات إلى النور : عاشت الأخت تأنيا عشرين عاماً في مثل هذه الأجواء ، حتى عثرت بفضل الإسلام الأصيل المتمثل بمذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) على ذاتها التي فقدتها طيلة هذه المدّة ، فتعرّفت على ربّها بعد أن كانت عنه غريبة . وكان بدء قصة رحلتها من الظلمات إلى النور : أنّها التقت صدفة في سوق مدينة " هامبورغ " بفتاة مسلمة محجبة ، وكانت يومذاك في رفقة عدد من أصدقائها ، وتصف الأخت تأنيا هذه الحادثة بقولها : " إنني كنت ذلك الحين طائشة كما هو ديدن أية فتاة شابة ألمانية ، فسخرت من حجاب تلك المرأة وحقّرتها لأجل حجابها ، فقلت لتلك الفتاة : أيّ مرض ألّم بك فجعلك تغطين جسدك بهذه الصورة ؟ . فردت الفتاة المحجبة عليَّ بهدوء وإتزان موحي بالتأمل العميق الذي يدعو إلى الإيمان الواعي المرتكز على الحجة والبرهان ، ودخلت معي في حوار أكّدت لي فيه ، أنّ الستر وحفظ حياء وعفة المرأة دليل على سلامة نفسها ، وأنّ الحجاب يمنح المرأة حرية معنوية يمكنها من صيانة أمنها الاجتماعي ، فيما التعري أمر يخالف الفطرة " .
151
نام کتاب : موسوعة من حياة المستبصرين نویسنده : مركز الأبحاث العقائدية جلد : 1 صفحه : 151